روائع الخطب المنبرية للجمع والأعياد والمناسبات الدينية،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

الثالث عشر: الخطب المتعلقة بالمواعظ البليغة (حول الدنيا والموت والقيامة والجنة والنار)

صفحة 311 - الجزء 2

  يُحشرُ المتكبرون يوم القيامة أمثالَ الذر في صور الرجال، يغشاهم الذل من كل مكان.

  يُحشر آكل مال اليتيم ظلماً يوم القيامة ولهب النار يخرج من فيه، ومن مسامعه، وأنفه، وعينه، كل من رآه يعرفه أنه آكل مال اليتيم.

  وقال ÷: «ومن تعلم القرآن ثم نسيه متعمداً لقي الله تعالى يوم القيامة مجذوماً مغلولاً، ويسلط عليه بكل آية حية موكلة به، ومن تعلم فلم يعمل به وآثر عليه حب الدنيا وزينتها استوجب سخط الله ø، وكان في الدرك الأسفل مع اليهود والنصارى، ومن قرأ القرآن يريد به السمعة والرياء بين الناس لقي الله ø يوم القيامة ووجهه مظلم ليس عليه لمم، وزخ القرآن في قفاه حتى يدخله النار، ويهوى فيها مع من يهوى، ومن قرأ القرآن ولم يعمل به حشره الله يوم القيامة أعمى، فيقول: «قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا؟» فيقال: «كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى» فيؤمر به إلى النار، ومن تعلم القرآن يريد به رياءً وسمعة ليماري به السفهاء أو يباهي به العلماء أو يطلب به الدنيا بدد ø عظامه يوم القيامة، ولم يكن في النار أشد عذاباً منه، وليس نوع من أنواع العذاب إلاّ يعذب به من شدة غضب الله وسخطه.

  وأما من يؤذي المؤمنين: فإنه إذا كان يوم القيامة نادى مناد أين الصدود لأوليائي، فيقوم قوم ليس على وجوههم لحم فيقال: هؤلاء الذين آذوا المؤمنين ونصبوا لهم وعاندوهم وعنفوهم في دينهم ثم يؤمر بهم إلى جهنم.

  ومن بغى على فقير أو تطاول عليه أو استحقره: حشره الله يوم القيامة مثل الذرة في صورة رجل حتى يدخل النار.

  ومن غشّ مسلماً في شراء أو بيع فليس منّا، ويحشر يوم القيامة مع اليهود لأنّهم أغشّ الخلق للمسلمين، فانظر أيها المسلم هل يعجبك أن تحشر على شيء من هذه الهيئات والحالات، وإلا فارجع وتب وتخلص قبل فوات الأوان.

  فالأمر جد وهو غير مزاح ... فاعمل لنفسك صالحاً يا صاحِ