الثالث عشر: الخطب المتعلقة بالمواعظ البليغة (حول الدنيا والموت والقيامة والجنة والنار)
  وَتَصْلِيَةُ الْجَحِيمِ، وَفَوْرَاتُ السَّعِيرِ، وَسَوْرَاتُ الزَّفِيرِ، لَا فَتْرَةٌ مُرِيحَةٌ، وَلَا دَعَةٌ مُزِيحَةٌ، وَلَا قُوَّةٌ حَاجِزَةٌ، وَلَا مَوْتَةٌ نَاجِزَةٌ، وَلَا سِنَةٌ مُسَلِّيَةٌ بَيْنَ أَطْوَارِ الْمَوْتَاتِ، وَعَذَابِ السَّاعَاتِ).
  وقال أمير المؤمنين # في كتابه إلى محمد بن أبي بكر: (واعلموا عباد الله أن ما بعد الموت لمن لم يغفر الله له ويرحمه أشدُّ من الموت، عذابُ القبر، فاحذروا ضيقَه وظلمتَه وغربتَه، إنَّ القبر يتكلم في كل يوم فيقول: أنا بيت الوحدة، أنا بيت الغربة، أنا بيت الدود، أنا بيت التراب، وإنما القبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار، وإنما العبد المسلم إذا دفن قالت له الأرض: مرحباً وأهلاً، لقد كنتَ من أحبِّ خلق الله تمشي على ظهري، فإذا وَلِيتُكَ وصرت إليَّ لَتَعْلَمُ كيف أصنع بك، فيُفسحُ له مُدُّ بصره، ويفتحُ له بابٌ إلى الجنة، وإذا دفن الكافر قالت له الأرض: لا مرحباً ولا أهلاً، لقد كنتَ من أبغض خلق الله تمشي على ظهري، فإذا وَلِيتُكَ وصرت إليّ ستعلم كيف أصنع بك، فيضيق عليه موضعه حتى تلتقي أضلاعه في حفرته، وهي المعيشة التي قال الله تعالى: {مَعِيشَةً ضَنْكًا}[طه: ١٢٤]، لَيُسَلَّطُ عليه في قبره حياتٌ تنهش عظمه، لو أن واحدة منهن نفخت نفخةً في الأرض لم ينبت زرعٌ أبداً).
  وفقنا الله وإياكم لما يرضيه، وجنبنا معاصيه، وغفر الله لنا ولكم سالف ذنوبنا، فيما خلا من أعمارنا، وعصمنا وإياكم من اقتراف الآثام بقية أيام دهرنا، وجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
  ﷽ {وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ ١٩ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ ٢٠ وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ ٢١ لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ ٢٢}[ق]، بارك الله لي ولكم في القرآن الكريم، ونفعنا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم إنه تعالى جواد كريم، برٌّ رؤوف رحيم، وأستغفر الله لي ولكم ولوالدينا ووالديكم، ولكافة إخواننا المؤمنين والمؤمنات، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.