روائع الخطب المنبرية للجمع والأعياد والمناسبات الدينية،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

39 - حول عذاب القبر

صفحة 325 - الجزء 2

  وقد ذكر النبي ÷ بعض المعاصي والذنوب التي تكون مسببة في عذاب القبر، وهي مما قد يتساهل بها الناس، فمنها ما روي عن ابن عباس قال: دخلت مع النبي ÷ في بعض حوائط الغابة فإذا بقبرين يعذبان في غير كبير، أما أحدهما فكان يمشي بالنميمة، وأما الآخر فكان لا يستنزه من البول).

  وروى الإمام زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي $، قال: «عذاب القبر من ثلاثةٍ: من البول والدين والنميمة».

  وعن أنس بن مالك عن النبي ÷: «من لم يؤمن بعذاب القبر فعذبه الله، ومن لم يؤمن بشفاعتي فلا جعله الله فيها».

  وعن أنس بن مالك أن رسول الله ÷ دخل حائطاً من حوائط بني النجار فسمع صوتاً من قبر، فقال متى دفن صاحب هذا القبر؟ فقالوا في الجاهلية، فسر بذلك وقال: لولا أن تدافنوا لسألت الله أن يسمعكم عذاب القبر).

  وعن الحسن بن زيد بن الحسن عن آبائه عن علي # قال: دخل النبي ÷ بعض حوائط المدينة، فسمع أصوات يهود تعذب عند مغربان الشمس فقال: «هذه أصوات يهود تعذب في قبورها».

  وأما كيفية السؤال في القبر، فقد وردت روايات كثيرة، منها:

  ما روي عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: سمعت رسول الله ÷ يقول: «إن هذه الأمة تبتلى في قبورها، فإذا دخل المؤمن قبره وتولى عنه أصحابُه، جاءه ملك شديد الإنتهار فقال له: ما كنت تقول في هذا الرجل؟ فيقول المؤمن: رسول الله وعبدُه، فيقول له الملك: انظر إلى مقعدك الذي كان من النار قد نجاك الله منه، وأبدلك بمقعدك التي ترى من النار مقعدك الذي ترى من الجنة، فيراهما كلاهما، فيقول المؤمن: دعوني أبشر أهلي، فيقول: اسكن.