روائع الخطب المنبرية للجمع والأعياد والمناسبات الدينية،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

الثالث عشر: الخطب المتعلقة بالمواعظ البليغة (حول الدنيا والموت والقيامة والجنة والنار)

صفحة 326 - الجزء 2

  وأما المنافق: فيقعد إذا تولى عنه أهله فيقال له: ما كنت تقول في هذا الرجل؟ فيقول: لا أدري، أقول ما يقول الناس، فيقول: لا دريت، هذا مقعدك الذي كان لك من الجنة قد أبدلت مكانه مقعدك من النار» قال جابر: فسمعت رسول الله ÷ يقول: «يبعث كل عبد من القبر على ما مات عليه، المؤمن على إيمانه والمنافق على نفاقه».

  وعن رسول الله ÷ أنه قال «إذا دفن الميت أتاه ملكان فقال له: من ربك؟ ومن نبيك؟ وما دينك؟ فيثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت، وإنه يسمع خفق نعالهم وقرع نعالهم».

  وعن جابر، قال: قال رسول الله ÷: «إذا وضع المؤمن في قبره أتاه ملكان فانتهراه، فقام يهب كما يهب النائم، فيقال له: من ربك؟ فيقول: الله ربي، والإسلام ديني، ومحمد ÷ نبيي، فينادي منادي: أن صدق عبدي فافرشوه من الجنة وألبسوه من الجنة، فيقول: دعوني أخبر أهلي، فيقال له: اسكن».

  وعن أنس، قال: قال رسول الله ÷: «إن هذه الأمة تبتلى في قبورها، وإن المؤمن إذا وضع في قبره أتاه ملك فسأله ما كنت تعبد؟ فإن الله هداه قال: كنت أعبد الله، فيقال له: ما كنت تقول في هذا الرجل؟ فيقول: هو عبد الله ورسوله، فما سأله عن شيء بعدها، فينطلق إلى بيت كان له في النار فيقال له: هذا بيتك كان لك في النار ولكن الله عصمك ورحمك فأبدلك بيتاً في الجنة، فيقول: دعوني حتى أذهب فأبشر أهلي، فيقال له: اسكن، وإن الكافر إذا وضع في قبره أتاه ملك فينتهره فيقول له: ما كنت تعبد؟ فيقول: لا أدري، فيقول له: ما كنت تقول في هذا الرجل؟ فيقول كنت أقول ما يقول الناس، فيضربونه بمطراق من حديد بين أذنيه فيصيح صيحة يسمعها الخلق إلا الثقلين».

  وعن عثمان قال: سمعت رسول الله ÷ يقول حين فرغ من دفنه الرجل «استغفروا لأخيكم وسلوا له التثبيت، فإنه الآن يُسأل».