روائع الخطب المنبرية للجمع والأعياد والمناسبات الدينية،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

الثالث عشر: الخطب المتعلقة بالمواعظ البليغة (حول الدنيا والموت والقيامة والجنة والنار)

صفحة 327 - الجزء 2

  وعن رسول الله ÷ أنه قال لعمر: «كيف أنت إذا رأيت منكراً ونكيراً؟ قال: وما منكر ونكير؟ قال: فَتَّانَا القبر، أصواتهما كالرعد القاصف، وأبصارهما كالبرق الخاطف، يطآن في أشعارهما ويحفران بأنيابهما، معهما عصا من حديد لو اجتمع عليها أهل منى لم يقلوها».

  وعن النبي ÷: «إذا قبر الميت أو أحدكم أتاه ملكان أسودان أزرقان يقال لأحدهما منكر وللأخر نكير».

  وعن علي # عن النبي ÷: «القبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار، ويسأل عن خمس، من ربك؟ ومن نبيك؟ وما دينك؟ وما إمامك؟ ومن وليك؟ فيقول المؤمن: الله ربي، ومحمدٌ نبيي، والقرآنُ إمامي، والإسلامُ ديني، وعليٌّ وليي».

  وقد وردت بعض الروايات في بعض الطاعات التي تمنع من عذاب القبر وتكون واقياً منه:

  منها: ما روي عن جابر بن عبدالله الأنصاري قال: قال رسول الله ÷ «من مات مبطوناً مات شهيداً، ووقي عذاب القبر»، وعن النبي ÷: «من مات يوم الجمعة أو ليلة الجمعة وقي فتنة القبر وكتب شهيداً».

  وعن أبي أمامة عن النبي ÷ «من مات مرابطاً في سبيل الله أمنه الله من فتنة القبر»، وروي الأمن من فتنة القبر وعذابه لمن مات في أحد الحرمين، أو في طريق مكة، ولمن يقرأ سورة الملك عند منامه.

  فهذه الروايات والأحاديث الصحيحة التي تبلغ حد التواتر المعنوي، تفيد أن عذاب القبر ونعيمه، وحياته والسؤال فيه من الأحوال التي لا مجال لإنكارها، ولا سبيل إلى إبطالها، فاللبيب العاقل الذي يعلم أنه مقدم على هذه الأهوال الصعاب، والأمور التي لا تطاق يستعد لها حق الإستعداد، ولا يهمل نفسه حتى تقع في العذاب الشديد، وفقني الله وإياكم لرضوانه، وهدانا إلى سبيل إحسانه، وجنبنا طرق عصيانه.