الثالث عشر: الخطب المتعلقة بالمواعظ البليغة (حول الدنيا والموت والقيامة والجنة والنار)
  أعدى العدو لكم، فإنه تبارك وتعالى يقول {إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي}[يوسف: ٥٣]، وإن أول المعاصي تصديق النفس، والركون إلى الهوى)، فالذي يحدث نفسه بصلاحها، وهو تابع لها في عصيانها، فهو جاهل مغرور.
  الثاني: نحن بحاجة ماسة - لا سيما في ظل الظروف الحرجة، والأوضاع المؤلمة - إلى أن نتعاهد أنفسنا، وأبناءنا وبناتنا بالتعليم وقرآءة القرآن، والآداب الإسلامية، حتى لا تُهملَ تلك الأمور وتنسى، فنضيع ونضل.
  ولا بد أن نتعاهد كتاب الله تعالى بالقرآءة والتلاوة، وأن نوظف لأنفسنا في كل يوم وليلة ورداً من القرآن الكريم نقرأه ونتلوه، فإن القرآن مفتاح النجاة والفرج، وبه يدفع الله البلاء والمصائب والشرور في الدنيا والآخرة، فكم من ساهٍ غافلٍ تمر عليه الأيام والليالي لا يقرأ من كتاب الله سورة أو بعضها، حتى وإن كان في أصعب الظروف، وأحلك الأوضاع.
  ومما يدعو إلى العجب: استمرارنا في المعاصي، وابتعادنا عن الله تعالى في مثل هذه الأحداث التي ينبغي أن يكون الإنسانُ معها أقرب إلى الرجوع إلى الله والانزجار عن معصيته وسوء فعله، فإذا لم يحصل منه الإقلاع والتوبة والرجوع في أوقات يتوقع حصول المصيبة به، وحلول البلية به، ووقوع الشر عليه في كل لحظة، بل إذا خرج من بيته لم يأمن الرجوع، وإذا دخل بيتَه لم يأمن الخروج سالماً، فمتى سيتوب إن لم يتب في هذه الحالات الصعبة.
  وفقنا الله وإياكم لما يرضيه، وجنبنا معاصيه، وغفر الله لنا ولكم سالف ذنوبنا، فيما خلا من أعمارنا، وعصمنا وإياكم من اقتراف الآثام بقية أيام دهرنا، وجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ ١ وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ ٢ الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ ٣ وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ ٤ فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ٥ إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ٦ فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ ٧ وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ ٨}[الشرح]، أقول ما سمعتم، وأستغفر الله لي ولكم، ولوالدينا ووالديكم، ولكافة إخواننا المؤمنين والمؤمنات، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.