الثالث عشر: الخطب المتعلقة بالمواعظ البليغة (حول الدنيا والموت والقيامة والجنة والنار)
  وعن النبي ÷ «إن جبريل أتاه فقال أتيتك حين أمر الله بمنافحِ النار فوضعت على النار تُسَعَّرُ ليوم القيامة. فقال: صف لي النار يا جبريل. قال: إن الله أمر بها فأُوقدَ عليها ألفُ عام حتى احمرّت، ثم أوقدَ عليها ألفُ عام حتى اصفَرَّت، ثم أوقدَ عليها ألفُ حتى اسودَّت، فهي سوداءُ مظلمةٌ لا يُضيءُ لهبُها، ولا خمودَ لها، والذي بعثك بالحق نبيئاً لو أن ثوباً من ثياب أهل النار أُظهرَ لأهل الأرض لماتوا جميعاً، ولو أن ذَنُوباً من شرابها صُبَّ في ماء الأرض لقَتَلَ مَن ذَاقَه، ولو أن ذراعاً من السلسلة التي ذكرها الله وضع على جبال الأرض لزالت وما استقلت، ولو أن رجلاً دخل إلى النار ثم أخرج منها لمات أهلُ الأرض من نَتَنِ ريحه، وشَوِيهِ خَلقِهِ وعظمِه، فبكى النبي ÷ وجبريل # فقال جبريل: أتبكى يا محمد وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: أفلا أكون عبداً شكوراً، ولم بكيتَ يا جبريل وأنت الروح الأمين أمينُ الله على وحيه؟ فقال: أخاف ربي إن عصيته فيدخلني النار).
  وعنه ÷ «إن في النار لحياتٌ مثلُ أعناق البخت، تلسع أحدَهم لسعةً يجد حُمُوَّتَها أربعين خريفاً، وإنَّ في النار عقاربَ أمثالَ البغال تلسعُ أحدَهم لسعةً يجد حُمُوَّتَها أربعين خريفاً).
  وعنه ÷ «جهنمُ سوداءُ مظلمةٌ، وأهلُها سودٌ، وطعامُها وشرابُها وما أعدَّ الله لأهلها أسود».
  أيها المؤمنون: ذِكرُ النار شديدٌ فكيف النظرُ إليها، والنظرُ إليها شديدٌ فكيف الوقوعُ فيها، والوقوعُ فيها شديدٌ فكيف الخلود فيها، إن في هذا لبلاغاً لقوم عابدين.
  أجارنا الله وإياكم من عذابه، وجنبنا من سخطه وعقابه، وألهمنا طاعته وما يقربنا من ثوابه، إنه على كل شيء قدير.