روائع الخطب المنبرية للجمع والأعياد والمناسبات الدينية،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

الثالث عشر: الخطب المتعلقة بالمواعظ البليغة (حول الدنيا والموت والقيامة والجنة والنار)

صفحة 351 - الجزء 2

  وعنه ÷ في قوله: {تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ ١٠٤}⁣[المؤمنون]، قال: «تشويه، فتتقلَّصُ شفتُه العليا حتى تبلغ وسطَ رأسِه، وتسترخي شَفَتُه السفلي حتى تبلغ سُرَّتَهُ».

  وأما رؤوسهم: فقال تعالى: {ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ ٤٨}⁣[الدخان]، وروي عن النبي ÷ في قوله تعالى: {يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ ١٩ يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ ٢٠}⁣[الحج] قال: (يَنْفُذُ الجُمجُمةَ حتى يَخلَصَ إلى الجوف، ويستلبُ ما في جوفه، ثم تمر من قدميه وهو الصَّهْرُ ثم يُعادُ على ما كان).

  وروي في تفسير قوله تعالى: {وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ ٢١}⁣[الحج]، عن النبي ÷: (لو وضع مَقمَعٌ من حديد في الأرض، ثم اجتمع عليه الثقلان ما أَقَلُّوهُ من الأرض».

  وأما ظهورهم وجنوبهم: فقال تعالى: {يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ}⁣[التوبة: ٣٥].

  وأما أيديهم: فقال: {خُذُوهُ فَغُلُّوهُ ٣٠ ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ ٣١ ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ ٣٢}⁣[الحاقة].

  وأما بطونهم: فقال تعالى: {وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ ١٥}⁣[محمد]، فقد روي أن الماء يُقَرَّبُ إليهم، فإذا أُدني منه شوى وجهَه، فإذا شربه قطع أمعاءه).

  وأما أرجلهم: فقال تعالى: {إِنَّ لَدَيْنَا أَنْكَالًا وَجَحِيمًا ١٢}⁣[المزمل] يعني قيوداً.

  وفي القرآن من هذا ما هو أكثر، لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.

  وروي عن النبي ÷ أنه قال: (ناركم هذه جزءٌ من سبعين جزأً من جهنم، ولولا أنها غُسلت بسبعين ماءً ما أطاق آدميٌّ أن يُسَعِّرَها، وإنَّ لها يوم القيامة لَصرخَةٌ، لا يبقى ملكٌ مقربٌ ولا نبيٌ مرسلٌ إلا جثا على ركبتيه من صرختها، ولو أن رجلاً من أهل النار علق بالمشرق لأحرق أهل المغرب حره».