10 - حول منهجية الإمام زيد في قيامه وجهاده
  وعليها رجال رجالاً، صدُّوهم عن دين الله، وذادوهم عن صراطه، فإذا غَيَّرها المؤمن، ونهى عنها، قال المفسدون: جاءنا هذا يدعونا إلى بدعة.
  وأيم الله ما البدعة إلا التي أحدث الجائرون، ولا الفساد إلا الذي حكم به الظالمون، وقد دعوتكم إلى الكتاب فأجيبوا داعي الله وانصروه.
  فوالذي بإذنه دعوتكم، وبأمره نصحت لكم، ما ألتمس أثرة على مؤمن، ولا ظلماً لمعاهد، ولوددت أني قد حميتكم مراتع الهلكة، وهديتكم من الضلالة، ولو كان أوقد ناراً فأقذق بنفسي فيها - لا يقربني ذلك من سخط الله - زهداً في هذه الحياة الدنيا، ورغبة مني في نجاتكم وخلاصكم، فإن أجبتمونا إلى دعوتنا كنتم السعداء والموفرين حظاً ونصيباً.
  عباد الله: انصحوا داعي الحق وانصروه، إذ قد دعاكم لما يحييكم، ذلك بأن الكتاب يدعوا إلى الله، وإلى العدل والمعروف، ويزجر عن المنكر، فقد نظرنا لكم، وأردنا صلاحكم، ونحن أولى الناس بكم، رسول الله ÷ جدنا، والسابق إليه المؤمن به أبونا، وابنته سيدة النسوان أمنا، فمن نزل منكم منزلتنا؟ فسارعوا عباد الله إلى دعوة الله، ولا تنكلوا عن الحق، فبالحق يُكْبَت عدوكم، وتمنع حريمكم، وتأمن ساحتكم.
  وذلك أنا ننزع الجائرين عن الجنود، والخزائن والمدائن، والفيء والغنائم، ونُثْبِت الأمين المؤتمن، غير الراشي المرتشي الناقض للعهد، فإن نظهر فهذا عهدنا، وإن نستشهد فقد نصحنا لربنا، وأدينا الحق إليه من أنفسنا، فالجنة مثوانا ومنقلبنا، فأي هذا يكره المؤمن؟ وفي أي هذا يرهب المسلم؟ وقد قال الله ø لنبيه ÷: {وَلَا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا ١٠٧}[النساء].
  وإذا بدت الخيانة وخربت الأمانة، وعمل بالجور فقد أفتضح الوالي، فكيف يكون إماماً على المؤمنين من هذا نعته وهذه صفته؟).