روائع الخطب المنبرية للجمع والأعياد والمناسبات الدينية،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

الأول: الخطب المتعلقة بشهر محرم

صفحة 84 - الجزء 1

  وقال # في كلام له أثناء الرسالة: (لا نريد بذلك سلطاناً في الدنيا إلا سلطانك، ولا نلتمس بذلك أثرة على مؤمن ولا مؤمنة ولا حُرٍّ ولا عبد).

  ولنأخذ بعض الأمثلة التي نعرف من خلالها منهجيته وطريقته في الدعوة والجهاد:

  الأول: كان يريد # من الأمة أن تعرف الأخطاء والضلالات التي ارتكبها الظالمون، وأن يعلمها المخالفات التي أوقعها المتسلطون في دين الإسلام، حتى يستيقظوا من رقدتهم، وينتبهوا من غفلتهم، ويعرفوا ماذا يحاك لهم ويعمل بهم ضدهم، كما قال # في بعض رسائله إلى الناس:

  (وقد عرفتم حالكم الذي أنتم عليه من الفتنة في دينكم، والبلاء في معايشكم، من سفك الدماء، والاستئثار عليكم بفيئكم، فهذا ما أنتم عليه اليوم مقيمون، وبه آخذون، وأنا أدعوكم إلى كتاب الله، وسنة نبيئه محمد ÷، والدفع عن المستضعفين، ومجاهدة الظالمين الذين ابتزوا أهل بيت نبي رب العالمين).

  وقال في رسالة أخرى: (ونقمنا الجور المعمول به في أهل ملتنا، فوضعنا كل من توارث الخلافة، وحكم بالهوى، ونقض العهد، وصلى الصلاة لغير وقتها، وأخذ الزكاة من غير وجهها، ودفعها إلى غير أهلها، ونسك المناسك بغير هديها، وجعل الفيء والأخماس والغنائم دولة بين الأغنياء، ومنعها المساكين وابن السبيل والفقراء، وعطل الحدود، وحكم بالرشا والشفاعات، وقرب الفاسقين، فمثل بالصالحين، واستعمل الخونة وخون أهل الأمانات، وسلط المجوس، وجهز الجيوش، وقتل الولدان، وأمر بالمنكر، ونهى عن المعروف، يحكم بخلاف حكم الله، ويصد عن سبيله، وينتهك محارم الله، فمن أشر عند الله منزلة ممن افترى على الله كذباً، أو صدّ عن سبيل الله وبغى في الأرض).

  الثاني: كان يعيب على الأمة إغضائها على الجور، وسكوتها على المنكر، وهي الأمة الوسط التي جاء الثناء عليها، والإختيار لها، فلا ينبغي لها أن تقصر فيما