روائع الخطب المنبرية للجمع والأعياد والمناسبات الدينية،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

الأول: الخطب المتعلقة بشهر محرم

صفحة 99 - الجزء 1

  ولما تم فتح خيبر وانتصر المسلمون بفضل الله، ودان اليهود لسلطان المسلمين، انتهت قوة اليهود ونفوذهم بشكل نهائي، وبقوا في خيبر منزوعي السلاح، أُجَراء عند المسلمين يعملون في أراضيهم، وقد أمن المسلمون بذلك الجهة الشمالية للمدينة، حيث لم يقم لليهود قائمة بعد ذلك في جزيرة العرب.

  كان هذا الفتح المبين عقابا من الله تعالى لليهود على مكرهم وشرورهم وعدوانهم، وإذلالًا لهم، وثوابًا منه تعالى للمؤمنين الصادقين المجاهدين في سبيله بأموالهم وأنفسهم، ونصرًا لهم على عدوهم الذي ما فتئ يدس لهم ويكيد عليهم، وتصديقًا لقوله تعالى: {وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ ١٧١ إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ ١٧٢ وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ ١٧٣}⁣[الصافات].

  وفقني الله وإياكم لما يرضيه، وجنبنا معاصيه، وجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، إنه على كل شيء قدير، وبالإجابة جدير، {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ١ اللَّهُ الصَّمَدُ ٢ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ٣ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ٤}⁣[الإخلاص]، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولوالدينا ووالديكم، وللمؤمنين والمؤمنات، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.