السابع: الخطب المتعلقة بشهر رمضان
  من جسده، والمسلمون لا يرون إلا بريق السيوف ولمعانها، أو العمائم الخضر التي ترتديها الملائكة الكرام، وفي هذا إعلام من الله تعالى بأن دينه في السماء والأرض واحد.
  الرابع: بعد وعثاء السفر، ومشقة الطريق التي قطعها المسلمون حتى وصلوا إلى بدر، كانوا قد أصابهم الجهد والعطش والأرق، والمشركون قد سبقوهم إلى الأماكن الجيدة والتي يوجد بها الماء، فعوض الله المسلمين وأغاثهم بقوله تعالى: {إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ}[الأنفال: ١١] فأنزل الله عليهم النعاس وهو النوم الخفيف القليل المتقطع الذي يتخلله الإنتباه التام، فكان النعاس تأميناً من الله لهم، ومذهباً للرعب والخوف من قلوبهم، لأن الخائفَ الوَجِلَ القَلِقَ لا ينام، بينما المطمئنُ يمكنه النومُ، ثم عوّضهم الله تعالى بدل ماء البئر بماء من السماء فقال تعالى: {وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ}[الأنفال: ١١] من النجاسات إن كانت، فتغتسلوا من الجنابة، وتتنظفوا من القذارات، وتتوضؤوا لصلاتكم، وتنظفوا به أبدانكم من آثار السفر، {وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ}[الأنفال: ١١]، ومن فوائد المطر إذهاب وإزالة وسوسة الشيطان التي قد سيطرت على قلوب المسلمين، حيث قد وسوس لهم الشيطان ما قد يكون سبباً لهزيمتهم إن استجابوا لوسوسته، {وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ}[الأنفال: ١١] ومن فوائد نزول المطر تثبيت قوبهم بأن قد حصل لهم ما يتقووا به من الماء، ولما في المطر من الإحساس بالقوة والنشاط وزوال الجهد والتعب، {وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ ١١}[الأنفال]، وذلك أن المطر إذا نزل على الأرض اللينة اشتدت والتأم بعضها إلى بعض واستمسكت عليها حوافر الخيل وأقدام المشاة، لأن الأرض التي كان قد عسكر فيها المسلمون أرض رملية صعبة المشي عليها.
  فهذه المقدمات كانت من تأييد الله تعالى، ونصره وإعانته للمؤمنين.
  أيها المؤمنون: الكلام حول هذه الغزوة العظيمة يطول، ولكن نلخص بعض الأحداث الهامة التي وقعت فيها: