روائع الخطب المنبرية للجمع والأعياد والمناسبات الدينية،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

السابع: الخطب المتعلقة بشهر رمضان

صفحة 310 - الجزء 1

  أيها المؤمنون: إن كل عامل يوفى أجرُه إذا أكمل عمله، والله تعالى يقول في الحديث القدسي «الصوم لي وأنا أجزي به، يترك العبد طعامه وشرابه من أجلي، وعزتي وجلالي لأرضينه»، قرب وقت تسليم أجرة العمال، طوبى لمن كلن عمله كثيراً مباركاً خالصاً مقبولاً، ويا أسفا على من كان عمله قليلاً، وسعيه كليلاً، ويا حسرتا على من كان عمله قبيحاً.

  فعن عبد الله بن مسعود أنَّه كان يقول في آخر ليلة من شهر رمضان: مَن هذا المقبول منا فنهنِّئَه، من هذا المحروم المردود فنعزِّيَه، أيها المقبول هنيئاً هنيئاً، أيها المحروم جبر الله مصيبتك.

  ليت شعري مَن هو المقبول منا فيهنّا ... ليت شعري مَن هو المردود منا فيعزّى

  إن آخر ليلة من رمضان هي ليلة الجائزة التي يوفى العباد فيها أجورهم، كما قال النبي ÷ «إذا كان آخر ليلة منه - أي من رمضان - نظر الله إليهم جميعاً، ومن نظر إليه لم يعذبه أبداً» قيل يا رسول الله: أهي ليلة القدر يا رسول الله؟، فقال النبي ÷ «ألم تر إلى العمال إذا فرغوا من أعمالهم وفُّوا أجورهم»، وهي ليلة الجائزة، التي يستلمها العاملون من ربهم، وليست كجوائز الملوك والسلاطين، بل هي جائزة العتق من النار، ففيها يعتق اللهُ رقاباً كثيرة من النار.

  وعن جابرٍ، عن النبي ÷، قال: «أعطي أمتي في شهر رمضان خمساً لم يعطهن من قبلي: أما واحدةٌ فإذا كان أولى ليلةٍ من شهر رمضان نظر الله إليهم، ومن نظر الله إليه لم يعذبه أبداً، وأما الثانية: فإنهم يمسون وخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، وأما الثالثة: فإن الملائكة تستغفر لهم في ليلهم ونهارهم، وأما الرابعة: فإن الله يأمر جنته أن استعدي وتزيني لعبادي فيوشك أن يذهب نصب الدنيا وأذاها عنهم ويصيرون إلى جنتي وكرامتي، وأما الخامسة: فإذا