روائع الخطب المنبرية للجمع والأعياد والمناسبات الدينية،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

الثامن: الخطب المتعلقة بشهر شوال

صفحة 321 - الجزء 1

  حربه، فندموا على ذلك، فقال النبي ÷ (ما كان لنبي إذا لبس لامة حربه أن يرجع حتى يفتح الله عليه).

  فخرج النبي ÷ بمن أجابه من المسلمين، فكان عدد جيش المسلمين: ٧٠٠ راجلٍ، منهم ٥٠ فارساً.

  فلما خرج رسول الله ÷ نزل بالشعب من جبل أحد جاعلاً ظهره للجبل ومستقبلاً للمدينة، جاعلاً جبل الرماة على يساره.

  ثم وضع على جبل عَيْنَيْن الذي يسمى (جبل الرماة) خمسين رامياً لحماية ظهور المسلمين، وأمرهم بلزوم أماكنهم وأن لا يبرحوا منها، حتى ولو رأوا الطيور تنزل من السماء فتأخذهم.

  وعبأ النبي ÷ أصحابه أمام العدو، فبدأت قريش بالقتال فردهم المسلمون بهجوم قوي، فحاولوا الإلتفاف خلف المسلمين ولكن الرماة منعوهم من ذلك، واشتد الحال بالمشركين، حتى اضطروا للإنسحاب عن معسكرهم تاركين معسكرهم ونسائهم والكثير من الغنائم.

  انهزم المشركون في بادئ الأمر فأخذ المسلمون في جمع الغنائم، فلما رأى الرماة ذلك سارع أكثرهم في النزول خوفاً من فوات الغنائم، فمنعهم رئيسهم عبد الله بن جبير فلم يلتفتوا إلى قوله، بل أصروا على النزول لجمع الغنائم.

  فلما نزل أكثر الرماة انتهز خالد بن الوليد وكان على مجنبة جيش قريش في مائتي فارس، فعاد على الرماة فهاجم البقية وقتلهم واحتل الجبل، فرفع راية المشركين ونادى في قريش، فعاودت الهجوم في وقت انشغال المسلمين بجمع الغنائم، وقد وضعوا السيوف في أغمادها، واعتقدوا النصر وهزيمة قريش.