الثامن: الخطب المتعلقة بالأعياد
  أيها المؤمنون: إن حال الأمة الإسلامية اليوم يندى له الجبين، وتذرف له العيون، فأعداؤها قد سيطروا عليها، وتمكنوا من أن يفعلوا فيها ما يشاؤا، بسبب ترك الأمة لتعاليم دينها، ورفضها لأهل بيت نبيها، فأعداء الإسلام من اليهود والمشركين، يقتلون الرجال والنساء والأطفال، ويستحلون المحارم والدماء والأموال، بمرآئ من المسلمين ومسمع، ولا يخاف الكفار من المسلمين في أي محتشد ولا مجمع، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
  واعلموا عباد الله أن الله أمركم بالصلاة والتسليم على نبيكم محمد ÷ فريضة منه واجبة، وكرامة فاضلة فقال تعالى {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ٥٦}[الأحزاب].
  اللهم فاجعل شرائف صلواتك ونوامي بركاتك، وأزكى تحياتك وأفضل سلامك ومعافاتك، على محمد عبدك ورسولك وصفيك ونجيك وأمينك وخيرتك من خلقك، الداعي إليك بإذنك، والهادي إلى سبيلك، والشاهد على عبادك، البشير النذير السراج المنير صلى الله عليه وعلى أهل بيته الطيبين وسلم، اللهم ابعثه المقام المحمود الذي وعدته، وبلغه الدرجة والوسيلة والكرامة والشفاعة والذراعة والفضيلة، واجعلنا ممن تشفعه فيه برحمتك يا أرحم الراحمين.
  وعلى أخيه أمير المؤمنين، وسيد الوصيين، ووارث علم النبيين، وقائد الغر المحجلين، أبي الأئمة الأطايب، ليث الله الغالب، علي بن أبي طالب.
  وعلى زوجته البتول الغراء، الطاهرة الزهراء، سيدة النساء، وخامسة أهل الكساء.
  وعلى الإمام الحسن بن علي، إمام المسلمين، وريحانة قلب النبي الأمين، السبط الأكبر الشهيد المسموم.
  وعلى أخيه الإمام الحسين بن علي، شهيد كربلاء، وبقية أبناء الأنبياء، السبط الأصغر الشهيد المظلوم.