روائع الخطب المنبرية للجمع والأعياد والمناسبات الدينية،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

الثامن: الخطب المتعلقة بالأعياد

صفحة 404 - الجزء 1

  فقال الصبيان: ليتنا كنا مثلك، واستمر الصبي على تلك الحال حتى انتقل النبي ÷ إلى جوار ربه فخرج يبكي ويحثو التراب على رأسه ويقول: الآن أصبحت يتيماً، الآن صرت غريباً.

  فلنتفقد يتامانا وفقرآءنا وغرباءنا وضعفاءنا ومساكيننا في هذا اليوم العظيم المشهود.

  الله أكبر الله أكبر، لا إله إلاَّ الله، الله أكبر الله أكبر، ولله الحمد، والحمدلله على ما هدانا وأولانا وأحل لنا من بهيمة الأنعام.

  أيها المؤمنون: إن من أسباب عموم العذاب، وتسلط الأعداء، ترك شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، التي مدح الله أهلها والقائمين بها فقال سبحانه: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ}⁣[آل عمران: ١١٠]، واحذروا أيها المسلمون أن تتركوه فتتشبهوا باليهود في تركهم المعروف ومداهنتهم عليه، وسكوتهم على المنكر وإغضائهم عنه، فلعنهم الله بذلك وكفرهم، فقال تعالى: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ ٧٨ كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ٧٩ تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ ٨٠ وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ ٨١}⁣[المائدة]، وروي عَنِ النَّبِيِّ ÷ أنه قَالَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ، وَلَتَنْهَوُنَّ عَنِ الْمُنْكَرِ، أَوْ لَيُوشِكَنَّ اللَّهُ أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عِقَابًا مِنْهُ، ثُمَّ تَدْعُونَهُ فَلَا يُسْتَجَابُ لَكُمْ»، مروا بالمعروف تخصبوا، وانهوا عن المنكر ترزقوا، وصلوا الذي بينكم وبين ربكم تسعدوا.

  أيها المؤمنون: لئن سار القوم إلى الحج وقعدنا، وقَرُبُوا وبَعُدنا، فما يؤمننا أن نكون ممن (كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين)، يحق لمن رأى