الثامن: الخطب المتعلقة بالأعياد
  واحْضُرُوهَا إذا ذُبِحَتْ، فإنه يغفر لكم عند أول قطرةٍ من دمها، فإنكم ترون دمها يسيل في الأرض وهو في حرزٍ حتى يوفى صاحبُها الأجرَ يوم القيامة، بكل قطرةٍ من دمها، وبكل بَضعةٍ من لحمها، وبكل شعرةٍ من شعرها، وبكل صوفةٍ من صوفها، حتى عظامِها وقرونِها، ترونها حسناتٍ يوم القيامة في كتبكم، وثقلاً في موازينكم».
  وعن النبي ÷ «ما عمل ابن آدم يومَ النحر عملاً أحبَّ إلى الله ø من هراقة دم، وإنه ليأتي يوم القيامة بقرونها وأظلافها وأشعارها، وإن الدم ليقع من الله ø بمكان قبل أن يقع على الأرض، فطِيبُوا بها نفساً».
  وعنه ÷ «ما عَمِلَ ابنُ آدم في يوم أضحى أفضل من دم يُهراق إلا أن يكون رحماً يوصل»، وعن النبي ÷ أنه قال: «يا فاطمة، قومي إلى أُضحيَّتِكِ، فاشهديها، فإن لك بكل قطرة من دمها ما سلف من ذنوبك» قالت: يا رسول الله، ألنا خاصة أهل البيت، أو لنا وللمسلمين؟ قال: «بل لنا وللمسلمين».
  أيها المؤمنون: استسمنوا ضحاياكم فإنها على الصراط مطاياكم، فإنها سنة نبيكم ÷، وتجزئ الشاة عن الرجل وأهل بيته في الأضحية، ولا يجزئ من الضأن إلا ما تم له حول كامل أو أكثر، وعلى قول بعض الأئمة $ يجزي ما تم له ستة أشهر، ولا يجزي من المعز إلا الثنيّ وهو ما تم له سنتان، وقيل: يجزي ما تم له سنة، ولا يجزيء من الإبل والبقر إلا ما تم له سنتان، ويستحب أن يتخير أضحية سمينة، صحيحة سليمة من العيوب، كما روي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ÷ كَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يُضَحِّيَ، اشْتَرَى كَبْشَيْنِ عَظِيمَيْنِ سَمِينَيْنِ أَقْرَنَيْنِ أَمْلَحَيْنِ مَوْجُوءَيْنِ - أي مخصيين -.