روائع الخطب المنبرية للجمع والأعياد والمناسبات الدينية،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

العاشر: الخطب المتعلقة بالعبادات والإخلاص

صفحة 46 - الجزء 2

  وكما ورد عن النبي ÷ «إذا أحبّ الله عبداً من أمَّتي، قذف في قلوب أصفيائه وأرواح ملائكته وسكّان عرشه محبّته ليحبّوه».

  ولا ينافي ذلك أن العصاة والمجرمون والظالمون يبغضون المؤمنين، لأن الله يلقي محبة المؤمن في قلوب المؤمنين، فقد كان أنبياء الله وأولياؤه يعانون أنواع الأذى والتكذيب من قبل أعدائهم المكذبين، ولا يعني هذا أن الله لم يلق محبتهم في قلوب أولئك العصاة، ولكن ليسوا مؤهلين لأن يحبوا الأولياء والصالحين.

  والحبّ لله له نتيجته في الآخرة، لذا عندما سأل رجلٌ رسول الله ÷ عن السّاعة، فقال له: «ما أعددت لها»؟، قال: (ما أعددت لها إلا أنّي أحبّ الله ورسوله)، فقال له الرّسول: «أنت مع من أحببت».

  وقد ذكر الله تعالى في كتابه الكريم بعضاً من الأعمال الصالحة التي يحبها ويحب من عمل بها، فعلينا أن نلتزم بها إذا أردنا محبة الله، فمنها قوله تعالى {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ٢٢٢}⁣[البقرة]، فأكثر من التوبة والإنابة إلى الله.

  ويقول تعالى: {فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ ٧٦}⁣[آل عمران] فاحرص على تقوى الله في السر والعلن.

  ويقول تعالى: {وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ ١٤٦}⁣[آل عمران] فاصبر على طاعة ربك، واصبر على ما أصابك.

  ويقول تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ١٣}⁣[المائدة] فكن من المحسنين في كل أمورك في قولك في فعلك في عبادتك.

  ويقول : {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ١٥٩}⁣[آل عمران] فتوكل على الله حق التوكل في كل شؤون حياتك.

  ويقول سبحانه: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ٨}⁣[الممتحنة] فكن مقسطاً عادلاً في قولك وحكمك.

  وفي مقابل ذلك ذكر الله أعمالاً وأقوالاً لا يحبها ولا يحب من عمل بها، بل يبغضها ويبغض من فعلها، فعلينا أن نتركها وأن نبغض من يفعلها من الأشخاص.