روائع الخطب المنبرية للجمع والأعياد والمناسبات الدينية،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

الثالث عشر: الخطب المتعلقة بالفضائل والخصال الحميدة ومكارم الأخلاق

صفحة 271 - الجزء 2

  وقد جاء التشريع الإلهي على لسان الرسول ÷ بتأكيد التستر، وتحريم كشف العورة، والزجر والتهديد والتعليظ في ذلك.

  فعورة الرجل من السرة إلى تحت الركبة، فيدخل في ذلك الفخذ والركبة، كما روي عن النبي ÷ أنه قال «كل شيء أسفل من سرته إلى ركبته عورة»، وعنه ÷ «الفخذ من العورة»، وعن النبي ÷ «الركبة عورة»، وعن أمير المؤنين علي # أنه قال «إذا تعرى أحدكم نظر إليه الشيطان فطمع فيه فاستتروا، ليس للرجل أن يكشف ثيابه عن فخذيه ويجلس بين قوم».

  وعن أمير المؤمنين # عن النبي ÷: «لا تبرز فخذيك ولا تنظر إلى فخذي حيى ولا ميت»، وعن ابن عباس: مر رسول الله ÷ على رجل وفخذه خارجة فقال: «غط فخذيك فإن فخذ الرجل من عورته».

  فعلى المسلم أن يحترز وأن يتستر حتى لا يرى عورته أحد، كما قال الله تعالى {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ٣٠}⁣[النور]، فالغض للبصر هو: أن لا ينظر إلى ما لا يحل له، والحفظ هو أن لا يكشف عورته ولا يفجر.

  وقد سئل النبي ÷ عن ذلك فقيل له: يا رسول الله عوراتنا ما نأتي منها وما نذر؟ فقال ~ وعلى آله «احفظ عورتك إلا من زوجتك أو ما ملكت يمينك»، قيل يا رسول الله لو كان أحدنا خاليا؟ قال «فالله أحق أن يستحيا منه».

  وكما روي عن النبي ÷ أنه نهى عن التعري بالليل والنهار.

  وروي عن أمير المؤمنين علي # أنه نهى أن ينظر الرجل إلى عورة أخيه المسلم، وقال (من تأمل عورة أخيه المسلم لعنه سبعون ألف ملك)، وعن النبي ÷