روائع الخطب المنبرية للجمع والأعياد والمناسبات الدينية،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

الثالث عشر: الخطب المتعلقة بالفضائل والخصال الحميدة ومكارم الأخلاق

صفحة 272 - الجزء 2

  «عورة المؤمن على المؤمن حرام»، وعن أمير المؤمنين علي ~ قال: إن العبد إذا بدت عورته أعرض عنه الملك.

  وعن رسول الله ÷ قال: «إياكم والتعرّي فإن معكم من لا يفارقكم إلا عند الغائط وحين يفضي الرجل إلى أهله فاستحيوهم وأكرموهم»، ونهى رسول اللَّه ÷ أن يشتمل الرجل بالثوب الواحد على أحد شقيه، وأن يحتبي بالثوب الواحد ليس على فرجه منه شيء.

  قال الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين #: إنما نهى رسول اللَّه ÷ عن الإشتمال بالثوب الواحد على أحد الشقين؛ لأنه إذا فعل ذلك بدا فرجاه، وفخذاه، وإنما تلك لبسة جفاة الأعراب الأردياء، وأهل الدعارة من سكان القرية السفهاء.

  فالعجب كل العجب ممن يتساهل بهذا الأمور، فتراه يمشي بين الناس رافعاً ثوبه فوق ركبتيه أو إلى بعض فخذيه، بكل جرأة وبدون حياء، وترى البعض أحياناً وهو على مائدة الطعام وقد كشف عن فخذيه، فهو يأكل من رزق الله ويعصيه جرأة وتمرداً، وترى البعض يغتسل أمام أعين الناس أو يلعب وجزء من فخذيه وركبتيه باد ظاهر، والبعض يجلس في مجلسه أو في متجره أو في الطريق وهو على تلك الحال الساذجة، والبعض قد يتعرى أمام أولاده وبناته بدون خجل ولا مروءة، وكم نذكر من الحالات التي اعتاد البعض من الناس كشف عوراتهم فيها.

  والأشد عجباً أنك إذا نهيت أحداً أو نصحته أن يترك ذلك الأمر زاد تعنتاً، وأساء قولاً، واستهزأ ساخراً، والبعض قد يكشف عورته أكثر، فإنا لله وإنا إليه راجعون.

  أيها المؤمنون: يقول الله تعالى {يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ}⁣[الأعراف: ٣١]، فمن الآداب التي يتأدب بها المسلم وينبغي له التحلي بها، أن يلبس أفضل وأحسن ملابسه وزينته عند صلاته، وأن يفرق بين لباسه في الصلاة وغيرها، ولكن العجب أن البعض لا