روائع الخطب المنبرية للجمع والأعياد والمناسبات الدينية،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

الثالث عشر: الخطب المتعلقة بالفضائل والخصال الحميدة ومكارم الأخلاق

صفحة 273 - الجزء 2

  يبالي أي لبس أخذه، ولو أنه أراد الذهاب إلى أحد لزيارته، أو أراد أن يقابل شخصاً، لتحلى بأحسن ما يجد، ولبس أفضل ما عنده، بينما تراه لا يبالي بالثوب الذي يصلي فيه أياً كانت نظافته أو قذارته، وسواء كان ساتراً أو غير ساتر، بل ترى البعض قد يصلي بين ثوب نومه، أو يختار أردى ثيابه وملابسه للصلاة فيها، وهذا يتنافى مع الآداب الإسلامية.

  أيها المؤمنون: هناك بعض الأحوال التي ينبغي للمسلم أن يستتر فيها، من جهة التأدب بآداب الله تعالى، ومن جهة سد الذرائع، فمن تلك الأحوال، إذا أتى الرجل أهله فينبغي لهما الإستتار وترك التعري المفرط، فإن التجرد مما يكره للزوجين، كما روي عن النبي ÷ أنه قال «إذا أتى أحدكم أهله فليستترا ولا يتجردا تجرد العيرين» والعير هو الحمار.

  وعن النبي صلى الله عليه أنه نهى أن يجامع الرجل أهله وعنده أحد حتى الصبي في المهد.

  لأن ذلك يتنافى مع الإستتار، وفيه مفاسد عظيمة، والبعض من الناس قد يأتي أهله في مكان يتواجد فيه معه بعض أبنائه الذين قد صار لديهم بعض التمييز والإدراك كمن بلغ سن السادسة أو السابعة أو أكثر، مما يسبب في الإنحراف الأخلاقي والسلوكي لدى أولئك الغلمان، وقد يكون من أسباب فساد الفرد والأسرة والمجتمع، ولهذا نرى الكثير من الأولاد لديهم الجرأة وقلة الحياء وسوء الأدب وسوء الأخلاق، بل وقد يكون سبباً في ارتكابهم لبعض العادات السيئة والمعاصي القبيحة الفاحشة، فلا بد أن يكون هناك تعاون بين الزوجين، وبين الفرد والأسرة، وبين الفرد والمجتمع في الحث على الفضيلة، وترك الرذيلة.

  ومن الأمور المنهي عنها والمسترذلة وقد تكون من أسباب فساد المجتمعات، أن يأتي الرجل ليتحدث بين الناس ببعض الأمور الخاصة فيما بينه وبين أهله، ولا يبالي عند من يتحدث ولا فيمَ يتحدث، مما يسبب ذلك في تهييج الفساد والرذيلة، كما روى ذلك