روائع الخطب المنبرية للجمع والأعياد والمناسبات الدينية،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

الثالث عشر: الخطب المتعلقة بالفضائل والخصال الحميدة ومكارم الأخلاق

صفحة 277 - الجزء 2

  الثاني: يعظم الأمر، ويتفاقم الخطب في هذه القضية عندما يكون المتلفظ بهذا إما زوج لزوجته، أو والد أبٌ أو أمٌ لولده، فإن كان الزوج رمى زوجته بهذا، كان عليه البينة، أو تقع بين الزوجين الملاعنة، التي حكاها الله في سورة النور في قوله تعالى {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ ٦ وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ ٧ وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ ٨ وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِنْ كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ ٩}⁣[النور]، ثم يترتب على الملاعنة انفساخ النكاح بينهما مؤبداً، وينفى الولد عنه نسباً وحكماً.

  الثالث: القاذف والمتكلم بهذا الكلام بذي متهتك، والبذاء مناف للإيمان، كما قال النبي ÷ «البذاء من الجفاء، والجفاء في النار»، أي صاحب الجفاء في النار.

  وأيضاً يناله الوعيد، ويعمه التهديد الشديد، الذي ورد في الأحاديث الصحيحة المتكاثرة عن النبي ÷، التي تزجر عن هذه القبائح، والألفاظ الشنائع:

  فعن أمير المؤمنين علي # عن رسول الله ÷ «من بهت مؤمناً أو مؤمنة أو قال فيه ما ليس فيه، أقامه الله على تلٍّ من نار حتى يخرج مما قال فيه».

  وعن سهل بن معاذ عن رسول الله ÷ «من رمى مسلماً بشيء يريد به شينه - أي عيبه -، حبسه الله على جسر جهنم حتى يخرج مما قال».

  وعن أبي الدرداء عن رسول الله ÷ «من ذكر امرئ بما ليس فيه ليعيبه، حبسه الله في نار جهنم حتى يأتي بنفاد».

  وعن أبي ذر الغفاري ¥ عن رسول الله ÷ «مَن زنَّى امرأم لم يرَها تزني جلده الله يوم القيامة بسوط من نار»، ومعنى من زنى: أي أضاف الزنى والفاحشة.