الأول: الخطب المتعلقة بشهر محرم
  فردّ علي # عليه، وقال:
  أنَا الذي سَمّتْني أُمِّي حَيْدَرة ... كلَيث غابَاتٍ شَديد قَسوَرَة
  أكِيلُكُم بالسَيف كَيل السندَرَة
  فاختلفا ضربتين، فبدره الإمام علي # فضربه فقدّ الحجر والمغفر ورأسه، حتّى وقع السيف في أضراسه فقتله.
  فكبّر الإمام علي # وكبّر معه المسلمون، وبمقتلِ هذه اليهودي انهارت معنوياتُ اليهود، وسقطَ خيارُ المقاومة، ففضلوا الإنهزم إلى داخل الحصن وأغلقوا الباب عليهم، وكان الحِصنُ مُخندقاً حوله، فتمكّن الإمام علي (#) من الوصول إلى باب الحصن، فعالجه وقلعه، وأخذ باب الحصن الكبيرة العظيمة التي طولها أربعون ذراعاً، فجعلها جسراً فعبر المسلمون الخندق، وظفروا بالحصن ونالوا الغنائم، وقد حاول حملَ الباب أربعون رجلاً فلم يتمكّنوا.
  ثم توجه المسلمون إلى حصن الصعب بن معاذ بعد فتح حصن ناعم، حتى افتتحوه بعد حصار استمر ثلاثة أيام، ومعركة شديدة، ووجدوا فيه الكثير من الطعام والمتاع، ثم توجهوا بعده إلى حصن قلعة الزبير الذي اجتمع فيه الفارون من حصن ناعم والصعب، فتحصنوا فيه، فحاصروه وقطعوا عنه مجرى الماء الذي يغذيه، حيث جاء الخبرُ رسولَ الله ÷ أن لليهودِ منفذاً تحت الأرض إلى عينٍ من الماء يشربونَ منها، مما يطيلُ أمدَ الحصار، فأرسل ÷ من يقطعُ إمداداتِ الماءِ عنهم، حتى إذا يبستْ عروقُهم، واحترقتْ أكبادُهم، اضطروهم إلى النزول للقتال فخرجوا من جحورهمِ في محاولة أخيرة لصدِّ الجيشِ المحمدي، فقاتلوا قتالاً شرساً، ليس شجاعةً ولا بطولة، ولكنْ حسرةً على أموالهمِ وكنوزهمِ التي كانوا يقدسونها أشدَّ التقديس، ويعبدونها أعظمَ العبادة ويفضلونَها على الأهلِ والولد، ومع ذلك لم يصبر اليهود سوى ساعات قليلة، انهارت بعدها قواهُم، وخارت عزائمهم،