مقدمة التحقيق
  
مقدمة التحقيق
  الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الأمين، وعلى آله الميامين، وبعد:
  فإن لكتاب «شرح الأزهار» مرتبة سامية في أوساط الزيدية، حتى إنه أصبح معتمدها الرئيسي في الفقه، وهو مع ذلك موسوعة فقهية، تحتوي على مذهب أهل البيت $، وأقوال أئمتهم، ويضم إلى ذلك أقوال علماء الفرق الإسلامية المعتمدة في الفقه، كاشفاً السعة الثقافية، والروح الموسوعية لعلماء الزيدية، فتراه يطرح جميع الأقوال، ويناقش كل الأفكار، بطريقة موضوعية راقية، لا حس للانغلاق والعصبية فيها، وكيف ذاك والمذهب الزيدي مبني على الاجتهاد وتحريم التقليد على المجتهد في الفرعيات.
  فما على القارئ إلا أن يتجول في حدائقه الغَنَّاء، ليقتطف أثمار أزهارها الناضجة، ويستقي مذهب أهل البيت $ من معين صافية لا يكدر ماؤها، ولا ينضب معينها ولا يغور.
  هذا، وقد لقي شرح الأزهار لابن مفتاح من العناية ما لم يلقها غيره من الكتب، قال في مطلع البدور (ج ٣/ ١١٩): «وشرحه للأزهار من أحسن الكتب وأعظمها نفعاً مع أنه قد شرح الأزهار جلة من العلماء الكبار ونهجوا فيها مناهج لم يكن في شرح ابن مفتاح منها شيء لكن الفقهاء لم يرفعوا بها رأساً، وكأنه وافق مراد الإمام #».
  ولهذا وغيره فما من عالم إلا وشرح الأزهار مرجعه الأول، ومرتكز بحوثه وتدريسه وإفتائه ومراجعاته، وما من طالب إلا والشوق يحدوه لقراءته وفهمه واقتطاف جنى أثماره.
  وعليه فقد عمدنا - متوكلين على الله، ومستمدين منه العون والتوفيق، واللطف والتسديد - إلى تحقيقه وإخراجه في صورة واضحة جلية، وحلة جديدة بهية، ترضي