أبو مضر
  والرغبة فيه، ولم يتدنس بشيء من المناكير التي يَتَسَمَّجُ بها كثير من الشباب. [ثم ساق في ذكر صفاته وعلمه وحياته وقيامه وبيعته ... إلى أن قال]: وأقام ¥ بـ (هوسم) إلى أن مضى لسبيله سنة ستين وثلاثمائة ودفن بهوسم وقبره هناك مشهور مزور، وقد كان كافي الكفاه نفعه اللّه بصالح عمله أخرج صدراً من المال لما ورد (جرجان) للإنفاق على مشهده، وقد قيل: إنَّه ¥ سُمَّ وجعل السم في جَامَ حلوى أهدي إليه فأكل منه. اهـ (باختصار من الإفادة).
  ١٤ - أبو مضر [ق ٥ هـ]: قال في مطلع البدور (ج ٢/ ٣٩٥): القاضي أبو مضر مفخر الزيدية وحافظ مذهبهم، ومقرّر قواعدهم، شريح بن المؤيَّد: العالم الذي لا يمارى، ولا يشك في بلوغه الذروة ولا يتمارى، عمدة المذهب في العراق واليمن، وكل الأصحاب من بعده عالة عليه، ومقتبسون من فوائده ¥. قال الفقيه حسن النحوي ¦ في تعليقه على اللمع، ومثله ذكر القاضي في الديباج والفقيه يوسف في الزهور: أنَّ أبا مضر هو شريح بن المؤيّد، وأبوه قاضي المؤيد بالله، وكأنه طال به الدهر إلى زمان القاضي زيد، فكان يروي عن القاضي زيد والله أعلم. وذكروا جميعاً أن له شرح الزيادات. قال القاضي عبد الله الدواري: اعلم أن الشروح التي توجد لأصحابنا ثمانية: شرح التحرير لأبي طالب، وشرح التجريد للمؤيّد، والإفادة للأستاذ، وشرح النصوص لأبي العباس، وشرح الأحكام لأبي العباس أيضاً، وشرح أبي مضر، ومثله شرح الحقيني وكلاهما على الزيادات. قال سيدنا شمس الإسلام أحمد بن يحيى حابس ¦: أراد القاضي أن هذه هي المشهورة في زمانه، يعني وأما اليوم فهي أكثر. قلت: ولما ورد شرح أبي مضر للزيادات إلى اليمن اختصره شيخ الشيوخ محمد بن أحمد بن الوليد العبشمي ¦ في كتاب سماه (الجواهر والدرر المستخرجة من شرح أبي مضر)، وقد تعقبه الكني ¦ بكتاب سمَّاه (كشف الغلطات)، ذكر فيه أنه غلط في مواضع، ثُمَّ تعقبهما الفقيه العلامة يحيى بن أحمد بن حنش الكندي بكتاب (أسرار الفكر في الرد على الكني وأبي مضر)، وذكر أن الكني تحامل على أبي مضر، وغلّط الكني في مواضع.