الجني الداني في مناقشة الشوكاني،

أحمد بن لطف الديلمي (معاصر)

لا يبرك المصلي كما يبرك البعير

صفحة 302 - الجزء 1

  وفي «مشكاة المصابيح» للخطيب التبريزي ج ١ ص ٢٨٢ ما لفظه: وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله ص: «إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير وليضع يديه قبل ركبتيه» رواه أبو داود، والنسائي، والدارمي،. اهـ المراد.

  قال الألباني في الحاشية: وإسناده صحيح وصححه عبد الحق الإشبيلي في «الأحكام الكبرى» وقال: إنه أصح من حديث وائل بن حجر. اهـ المراد.

  وفي «شرح معاني الآثار» للطحاوي ج ١ ص ٢٥٤ ما لفظه:

  عن ابن عمر: «كان إذا سجد بدأ بوضع يديه قبل ركبتيه»⁣(⁣١) وكان يقول: (كان النبي ÷ يصنع ذلك).

  وعن أبي هريرة مثله، عن أبي هريرة: إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير ولكن يضع يديه قبل ركبتيه.

  فقال قوم: هذا الكلام محال؛ لأنه قال: «لا يبرك كما يبرك البعير» والبعير إنما يبرك على يديه، ثم قال: «ولكن يضع يديه قبل ركبتيه» فأمره هاهنا أن يصنع ما يصنعه البعير، ونهاه في أول الكلام أن يفعل ما يفعل البعير، فكان من الحجة عليهم في ذلك في تثبيت هذا الكلام وتصحيحه ونفي الإحالة أن البعير ركبتاه في يديه، وكذلك في سائر البهائم وبنو آدم ليسوا كذلك، فقال: لا يبرك⁣(⁣٢) على ركبتيه التي في رجليه كما يبرك البعير⁣(⁣٣) على ركبتيه التي في يديه، ولكن يبدأ أولاً فيضع يديه التي ليس فيهما ركبتاه ثم يضع ركبتيه فيكون بفعله ذلك مخالفاً لما يفعله البعير. اهـ المراد.

  نعم: هذه العلة هي علة ملائمة ترجح حديث تقديم وضع اليدين حين السجود على الركبتين.

  والذي فيه علة ملائمة يرجح على غيره.

  وأيضاً له علة أخرى وهو ما في «السنن الكبرى» ج ٢ ص ١٠١، وهو أن اليدين تسجدان كما يسجد الوجه. اهـ.


(١) حديث ابن عمر صححه الحاكم، ووافقه الذهبي.

(٢) المصلي.

(٣) فإنه يضع أول ما يضع ركبتيه اللتين في مقدّمتيه، فكل حيوان من ذوات الأربع تكون ركبتاه في مقدمتيه.