الصفرة والكدرة حيض
الصفرة والكدرة حيض
  قال الإمام #: الحيض هو الدم الخالص الذي تراه المرأة عند بلوغها فتكون بالغة به، والإجماع منعقد بين الأمة على أن ما هذا حاله فهو حيض (خبر) وعن عائشة: (كنا نعدّ الصفرة والكدرة في أيام الحيض حيضاً) دل ذلك على أن الصفرة والكدرة في أيام الحيض تكون حيضاً وهو قول الهادي إلى الحق والمؤيد بالله وهو المروي عن زيد بن علي فإنه قال: إن الصفرة والكدرة حيض. اهـ كلام الإمام.
  قال الشوكاني: «قوله: خبر وعن عائشة كنا نعد الصفرة والكدرة ... إلخ. أقول: هذا لم يوجد في كتاب حديثي بسند يعتدّ به، وقد أخرج البخاري من حديث أم عطية بلفظ: ما كنا نعدّ الصفرة والكدرة شيئاً، زاد الدارمي: بعد الغسل، وأبو داود والحاكم: بعد الطهر، والمراد بالطهر هاهنا: انقطاع الأسود ... إلخ». اهـ كلامه.
  أقول: في «نصب الراية» ج ١ ص ١٩٣ ما لفظه: روي عن عائشة أنها جعلت ما سوى البياض الخالص حيضاً، قلت: روى ذلك مالك(١)، وعنه محمد بن الحسن: كان النساء يبعثن إلى عائشة بالدُّرْجَة(٢) فيها الكرسف فيه الصفرة من دم الحيض، فيسألنها عن الصلاة؟ فتقول لهن: لا تعجلن(٣) حتى ترين القَصَّة البيضاء(٤)، تريد بذلك الطهر من الحيضة. اهـ.
  وروى عبد الرزاق في «مصنفه»: أخبرنا مَعْمَر عن علقمة بن أبي علقمة به سواء.
(١) روى مالك في الموطأ عن عقبة بن أبي عقبة عن أمه مولاة عائشة قالت: كانت النساء يبعثن إلى عائشة بالدرجة فيها الكرسف فيه الصفرة من دم الحيض فتقول: لا تعجلن حتى ترين القصة البيضاء، تريد بذلك الطهر من الحيضة، هذا لفظه في (الموطأ) وذكره البخاري في صحيحه تعليقاً. اهـ.
(٢) الدُّرْجة هي خرقة أو قطنة أو نحو ذلك تدخله المرأة فرجها ثم تخرجه لتنظر هل بقي شيء من أثر الحيض أو لا؟ والكرسف: القطن.
(٣) البخاري، موطأ مالك، مصنف عبد الرزاق، كنز العمال، فتح الباري.
(٤) يعني أن الصفرة والكدرة حيض لأن عائشة منعت بسببه من الصلاة. تمت شيخنا. والقَصة بفتح القاف وتشديد الصاد هي الجص شبهت الرطوبة النقية الصافية بالجص.