الجني الداني في مناقشة الشوكاني،

أحمد بن لطف الديلمي (معاصر)

الشوكاني يرد على الشوكاني

صفحة 147 - الجزء 2

  السنة أن يجمع الحاج بين المغرب والعشاء؛ والأصل في ذلك أن النبي ÷ جمع بينهما. رواه جابر، وابن عمر، وأسامة، وأبو أيوب، وغيرهم، وأحاديثهم صحاح. اهـ المراد.

  وفي (شرح فتح القدير على هداية الحنفية) ج ٢ ص ٣٧٧ ما لفظه: ويصلي الإمام بالناس المغرب والعشاء بأذان وإقامة واحدة، ولا يتطوع بينهما ... إلخ. وفي ص ٣٧٨: ومن صلى المغرب في الطريق لم يُجْزِه عند أبي حنيفة ومحمد - رحمهما الله -، وعليه إعادتها ما لم يطلع الفجر. اهـ المراد.

الشوكاني يرد على الشوكاني

  وأخيرا: إليك ما في (الجرار) ج ٢ كتاب الحج ص ١٦٧ - ١٦٨ ولفظه: وأما قوله: (وجمع العشاءين فيها)، فقد ثبت ذلك في الصحيح من حديث جابر، أنه ÷ أتى المزدلفة فصلى المغرب والعشاء بأذان واحد وإقامتين، ولم يسبح بينهما شيئا. وفي الباب أحاديث في الصحيحين وغيرهما. اهـ كلامه من (جراره).

  وبعد ثلاثة أسطر من المراد قال ما لفظه: والحاصل أن الأدلة قد دلت على وجوب المبيت بمزدلفة، وعلى جمع العشاءين بها، وعلى صلاة الفجر فيها، وعلى الدفع منها قبل شروق الشمس؛ فهذه واجبات من واجبات الحج، وفرائض من فرائضه، لا سيما صلاة الفجر بمزدلفة. اهـ كلامه من (جراره)!

  ومن المخجل الغريب، مع هذا التناقض المريب، أنه يدَّعي في قوله الأخير المخالف لقوله الأول، المخالف لهدي رسول الله ÷، والمخالف لإجماع الأمة. اهـ!

  وكأنه كشف القناع عما يجب به الإقناع، ولو تأملته فإنما هو كعصف مأكول، منحرف عن الحق انحرافًا بيِّنًا، لا يستند إلا إلى الهوى، ولا يرمي بنباله إلا الهُدَى. وغريب ممن يُمْلون على الناس هذه الانحرافات والزلات، ويوهمون عليهم أنها خلاصة السنة، ومُصَاصُ الحق، وسِرُّ الهُدَى، فيَضِلّون ويُضِلون.