الجني الداني في مناقشة الشوكاني،

أحمد بن لطف الديلمي (معاصر)

تفسير السبيل بالزاد والراحلة

صفحة 93 - الجزء 2

تفسير السبيل بالزاد والراحلة

  قال الشوكاني: «حديث تفسيره ÷ للسبيل بالزاد والراحلة فيه مقال، ولكنه قد روي من طريق جماعة من الصحابة، وفي جميع الطرق علل ... إلخ» اهـ كلامه.

  أقول: حديث تفسيره ~ وعلى آله للسبيل بأنه زاد وراحلة هو حديث صحيح على شرط الشيخين كما ذكر ذلك الحاكم النيسابوري في كتابه (المستدرك على الصحيحين) ج ١ ص ٤٤١ أول كتاب (المناسك) ولفظه: حدثنا أبو بكر محمد بن أبي حازم الحافظ بالكوفة وأبو سعيد إسماعيل بن أحمد التاجر قالا: حدثنا علي بن العباس بن الوليد البجلي، حدثنا علي بن سعيد بن مسروق الكندي، حدثنا ابن أبي زائدة عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس عن النبي ÷ في قوله تبارك وتعالى: {وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً} قال: قيل: يا رسول الله ما السبيل؟ قال: «الزاد والراحلة» هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وقد تابع حماد بن سلمة سعيداً على روايته عن قتادة.

  حدثنا أبو نصر أحمد بن سهل بن حمدويه الفقيه ببخارى، حدثنا صالح بن محمد بن حبيب الحافظ، حدثنا أبو أمية عمرو بن هشام الحراني حدثنا أبو قتادة حدثنا حماد بن سلمة عن قتادة عن أنس أن رسول الله ÷ سئل عن قول الله تعالى: {مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً} فقيل: ما السبيل؟ قال: «الزاد والراحلة» هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه. اهـ المراد.

  وفي كتاب (الأم) للإمام الشافعي ج ٣ ص ٢٨٨ ما لفظه: قال الشافعي |: أخبرنا سعيد بن سالم عن إبراهيم بن يزيد عن محمد بن عبّاد بن جعفر قال: قعدنا إلى عبد الله بن عمر فسمعته يقول: سأل رجل رسول الله فقال: ما الحاج؟ فقال: «الشعِث⁣(⁣١) التفِل» فقام آخر فقال: يا رسول الله أي الحج أفضل؟ قال: «العج⁣(⁣٢) والثج» فقام آخر فقال: يا رسول الله ما السبيل؟ فقال: «زاد وراحلة» [٩٥٤] قال: وروى عن شَرِيك بن أبي نَمِر عمن سمع أنس بن مالك يحدث عن رسول الله أنه قال: «السبيل الزاد والراحلة» اهـ المراد.


(١) الشعث: متلبد الشعر ومتغيره، التفِل: الذي ترك استعمال الطيب.

(٢) العج رفع الصوت بالتلبية، والثج سيلان دم الهدي والأضاحي.