وجوب الجهر في الجهرية والمخافتة في السرية
وجوب الجهر في الجهرية والمخافتة في السرية
  قال الشوكاني: «قوله: وقد قال ÷: «صلوا كما رأيتموني أصلي» فدل ذلك على وجوب الجهر والمخافتة، أقول: الاستدلال بهذا الحديث على الوجوب يستلزم وجوب كل فعل فعله ÷ في صلاته من تسبيح وتكبير ودعاء وغير ذلك وهو باطل؛ لاقتصاره ÷ في حديث المسيء على بعض ما كان يفعله ÷ في صلاته، ولو كان يجب غير ما اشتمل عليه حديث المسيء لبيّنه؛ لأن تأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز» اهـ كلامه.
  أقول: الظاهر من قوله ÷: «صلوا كما رأيتموني أصلي» أنه يؤخذ وجوبُ الاتباع، وأن فعله بيان لمجملٍ واجبٍ، إلا ما دل عليه دليل فيقر حيث ورد.
  والقراءة في حديث المسيء وردت غير مبيَّنة؛ لأنه قال: «ثم اقرأ» فهي تحتمل السرية والجهرية، ففعله ÷ بيان لحديث المسيء وغيره، فيؤخذ بالوجوب إلا ما دل دليل على عدمه.
  وجمهور العلماء على الجهر بها في الفجر والعشاءين.
  هكذا كانت صلاته ÷ وصلاة الأئمة من بعده إلى يومنا هذا خلفاً عن سلف.
  وهذا هو هديه المعروف والمشهور.