الجني الداني في مناقشة الشوكاني،

أحمد بن لطف الديلمي (معاصر)

بين يدي المقدمة

صفحة 16 - الجزء 1

بين يدي المقدمة

  

  وبه نستعين

  خيرُ مفتتح به أمام كل كلام، حمدُ الله سبحانه على ما خوّل من الإنعام، ثم على نعمة الإسلام، وإنزال الماء من الغَمَام، وإخراج الثمرات من الأكمام، وخيرُ مقفّى به حمدُ الله، صلواتهُ وسلامه الأتمان الأكملان على خير من وطئ الحصى، مَن أُسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، وعلى الذين بوّأهم مقام آل خليله، تبياناً لمراده في تنزيله، وإتحافاً لحبيبه وخليله.

  ولم تكن هذه المنحة نافلة وإنما كفاء لما سبق في علمه سبحانه أنهم سيقومون مثنى وفرادى وزرافات وآحاداً، في وجه المحادِّين؛ ذباً عن الدين، وحماية لشريعة سيد المرسلين، وأنها ستُسفك دماؤهم، وتُمزّق أشلاؤهم في كل منعطف وثنية⁣(⁣١)، بسيوف أنصار جاهلية، وعُبَّاد وثنيّة.

  فالحرب بينهم وبين عدو الله مستمرة، يَقودُها ضدهم أبومُرّة تارة بالسيوف والسهام، وحيناً بالألسنة والأقلام، ولئن ذكّرتَ أحدَهم ما أرصد اللهُ لشانئ هذا البيت ومُحاربِه، أعْرَضَ عن التذكير ثاني عطفه، ونَأَى بجانبه.

  وقد بلغ ببعضهم الحقد منتهى حدِّه، حتى قال: (إن سيدنا الحسين # قُتل بسيف جدِّه)⁣(⁣٢)!.

  ولَعمري إن هذا القائل لمحشور مع القاتل، فالراضي بفعله كالمباشر لقتله، ومنهم من


(١) الثنية: العقبة أو الطريق الصعبة.

(٢) أبو بكر بن العربي المالكي.