الجني الداني في مناقشة الشوكاني،

أحمد بن لطف الديلمي (معاصر)

(جعل المؤتم ما أدركه أول صلاته)

صفحة 354 - الجزء 1

(جعل المؤتم ما أدركه أول صلاته)

  قال الأمير الحسين #: وعند أئمتنا $ أن المصلي يجعل ما أدركه مع الإمام أول صلاته ... إلخ، اهـ كلام الإمام.

  أقول: بحث الشوكاني هنا غير بعيد إلا قوله: «وحديث [فاقضوا] وإن كان صحيحاً فحديث [أتموا] أصح منه» اهـ كلامه. فهو غير سديد؛ لأن الشوكاني يريد أن معنى قوله ÷: «فاقضوا» القضاء الوارد على لسان الفقهاء والأصوليين، وهو ما فُعِل خارج الوقت وهو غلط منه، فقول النبي ÷: «فاقضوا» وارد على الحقيقة الشرعية ومعنى «فاقضوا» لغة وشرعاً (فأدّوا) قال الله تعالى: {فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاَةَ}⁣[النساء: ١٠٣] أي: أديتموها، «فدين الله أحق أن يُقْضى» أي يُؤدّى، «وما فاتكم فاقضوا» أي: أدّوا، ولم يُرد الفعل الخارج عن وقت الأداء.

  ثم قال الشوكاني: «ولكن يترك المؤتم مخالفة إمامه في الأركان فلا يقعد في موضع ليس بموضع قعود للإمام وإن كان موضع قعود له، ولا يدع القعود في موضع قعود للإمام وإن لم يكن موضع قعود له؛ لأن الاقتداء والمتابعة لازمة في صلاة الجماعة» اهـ كلامه.

  أقول: نعم: إلا أنه لا يدع ركوعاً ولا سجوداً؛ لأنه ركن تفسد الصلاة بتركه، ويترك القعود لجلوس التشهد الأوسط، وقد سبق للشوكاني المكابرة فيه عما قليل فقد ترك هنا عمداً.