الإفراد أفضل أنواع الحج
الإفراد أفضل أنواع الحج
  قال الشوكاني: «إن ما ذكر المختلفون في أفضل الأنواع: نوع حجته ÷ لأنهم يقولون: إن النوع الذي اختاره لنفسه لا يكون إلا فاضلًا ولا سيما والتلبية كانت عن وحي من الله كما في حديث أنه نزل جبريل فقال: «قل: لبيك بحجة وعمرة»، وقد اختلف في نوع حجته ÷، والحق أنها قران كما قررنا ذلك في شرح المنتقى، ولكنه قال بعد ذلك: «لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما سقت الهدي ولجعلتها عمرة». يعني كما فعل أصحابه عن أمره، وهذا الحديث متفق على صحته، فدل على أن التمتع أفضل من القران، فالحق أن التمتع أفضل الأنواع» اهـ كلامه.
  أقول: انظر ما في كلام الشوكاني من التناقض والتدافع الواضح؛ حيث قال أولًا: «إن أفضل الحج هو ما اختاره النبي ÷ لنفسه، وهو لا يختار إلا الأفضل، وأن حجه كما قررنا» ا هـ، كما بين ذلك في شرح المنتقى، وبعد أسطر أورد حديث: «لو استقبلت من أمري ما استدبرت لما سقت الهدي ولجعلتها عمرة»، قال: «والحديث متفق على صحته، فدل على أن التمتع أفضل من القران» اهـ. وهو في قوله المتناقض والمنقوض يدعو إلى ما يراه، ويثبط عما سواه، ويقول: «هو الحق، ولا اعتبار بما خالفه» اهـ.
  وتناقضه هذا بنفسه موجود في (الجرار)؛ فقد حكى القران وفضله، ثم صيَّره مفضولًا وفضّل التمتع. والكل يعلم أن مقام العالم المنصف المتحري على ذمته البراءة من دعوى الإصابة في كل مقام ونزاهته عن الخطأ، والخلق العلمي والمقام الأدبي يوجبان طرح القضية بأقوالها وأدلتها، وإذا كان ترجيح بمرجح قوي رجح، ولكل رأيه.
  ثم اعلم أن المسألة خلافية بين أولي العلم: فمنهم من رجح أفضلية الإفراد، وهم الذين تمسكوا بأول إهلاله ÷ وتلبيته كما في حديث جابر وعائشة: فعند الشيخين من حديث