الجني الداني في مناقشة الشوكاني،

أحمد بن لطف الديلمي (معاصر)

آمين

صفحة 311 - الجزء 1

آمين

  قال الشوكاني: «قوله: وخبر معاوية بن الحكم «إن صلاتنا هذه إلى آخره ...» يدل على أن من قال: «آمين» بعد قراءة الفاتحة في الصلاة بطلت صلاته ... إلخ، أقول: قد قدّمنا أن معنى «كلام الناس» مكالمتهم، فليس في الحديث حجة على المطلوب ولو سلّم شموله لكل ما يتكلمون به كان شاملاً للتسبيح والتكبير المذكور في الحديث ويكون إخراجه من العموم بالمخصص المتصل، وإخراج التأمين والتشهد والتوجه وسائر الأدعية بالمخصص المنفصل، وهذا أوضح من الشمس، والمصنف ومن قال بقوله يوافق في مشروعية التشهد وأنه ليس بتسبيح ولا تكبير ولا قراءة قرآن فما هو جوابه فهو جواب من قال بمشروعية ما ورد مما ليس كذلك كالتأمين وسائر الأدعية». اهـ كلامه.

  أقول: إن قول الشوكاني: «قدّمنا أن معنى كلام الناس مكالمتهم» اهـ. ضرْب من العناد أو الجهل حيث فسّر الكلام بالمكالمة، فالكلام اسم مصدر من: «كلّمه كلاماً» والمكالمة مصدر من: «كالمته مكالمة» مثل «قاتله مقاتلة» فهي مصدر المفاعلة.

  لِفَاعَلَ الفِعَالُ والمُفَاعَلَة

  وما أشد جرأته حين يعمد إلى شيء قد فسَّره النبي ÷ بما هو المراد وما هو الحق بقوله ÷: «إنما⁣(⁣١) هي التسبيح والتحميد وقراءة القرآن»! يعني هذا ما ليس بكلام الناس، وكلامُ الناس ما خرج عن هذا.

  ثم جرأته الثانية حينما يرى إجماع العترة الطاهرة مَنْ إجماعهم حجة الإجماع، ثم لا يخجل من أن يقول: «قد قدّمنا» فيناقض تفسير رسول الله ÷ وإجماع أهل بيته.

  وقوله: «كان شاملاً للتسبيح والتكبير ويكون إخراجه من العموم بالمخصص المتصل». اهـ.


(١) التجريد، والشفاء، ومسلم، وأبو داود، والطبراني في «الكبير»، وأبو عوانة.