الجني الداني في مناقشة الشوكاني،

أحمد بن لطف الديلمي (معاصر)

الكلام في الصلاة سهوا يبطلها

صفحة 308 - الجزء 1

الكلام في الصلاة سهواً يبطلها

  قال الشوكاني: «قوله: فاقتضى ذلك أن من تكلم في الصلاة متعمداً أو ناسياً أن صلاته تفسد، أقول: أما فساد صلاة من تكلم ساهياً فلا أعرف دليلاً يدل عليه إلا عموم حديث النهي عن الكلام، وهو مخصص بمثل حديث تكلمه ÷ بعد أن سلم على ركعتين كما في حديث ذي اليدين المذكور فإنه تكلم في تلك الحال ساهياً عن كونه مصلياً، وهو المراد بكلام الساهي لا أن المراد إصدار الكلام من غير قصد، فإن قيل: إن ثمّ فرقاً بين من تكلم وهو داخل الصلاة لم يخرج منها وبين من تكلم وقد خرج منها ساهياً فإن الأول أوقع الكلام حال الصلاة، والآخر أوقعه خارجها، واعتداده بما قد فعله قبل الخروج ساهياً لا يوجب كونه بعد الخروج قبل الرجوع في صلاة، وأدل دليل على ذلك تكبيره للدخول بعد الخروج سهواً، فيقال: الأدلة الواردة في رفع الخطاب عن الساهي مخصصة لذلك العموم فاقتضى ذلك أن المفسد هو كلام العامد لا كلام الساهي». اهـ كلامه.

  أقول: نعم: قال الشوكاني: «أما فساد صلاة من تكلم ساهياً فلا أعرف دليلاً يدل علىه عموم حديث النهي عن الكلام». اهـ.

  نعم: العامّ يتعين العمل بعمومه حتى يظهر المخصِّص، فإن كان دالاً فيبقى على عمومه، ثم لا يخفاك أن الحديث النبوي على صاحبه وآله الصلاة والسلام لفظه: «إن الله


=

١ - المنهج الأقوم في الرفع والضم العلامة شيخ الإسلام مجد الدين المؤيدي.

٢ - البيان والتبيين في الضم والتأمين السيد العلامة بدر الدين الحوثي.

٣ - جامع الأقوال في الضم والإرسال للدكتور العلامة المرتضى بن زيد المحطوري.

٤ - الجواب على الرسالة الصادرة من علماء الأهنوم للقاضي العلامة صلاح بن أحمد فليتة |.

٥ - البراهين المستبانة في أن وضع اليمنى على اليسرى للاستعانة عند جماعة أهل السنة، للشيخ العلامة مختار بن المحيمدات الداودي المالكي.

٦ - توضيح المقال في الضم والإرسال، محمد يحيى عزان.