لا يبرك المصلي كما يبرك البعير
لا يبرك المصلي كما يبرك البعير
  قال الشوكاني: «قوله: كان رسول الله ÷ إذا سجد لا يبرك كما يبرك البعير، أقول: الحديث في السنن الثلاث عنه ÷ بلفظ: «إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير وليضع يديه قبل ركبتيه» وأخرج أيضاً أهل السنن من حديث وائل بن حجر قال: «رأيت رسول الله ÷ إذا سجد يضع ركبتيه قبل يديه وإذا نهض رفع يديه قبل ركبتيه» وللعلماء في الجمع بين الحديثين أو ترجيح أحدهما على الآخر أبحاث طويلة والمسألة من المعارك وقد بسطت القول فيها في «شرح المنتقى»». اهـ كلامه.
  أقول: أما الجمع بينهما فلا يمكن؛ لأن أحدهما يقضي بخلاف ما يقضي به الآخر، والمتعين المصير إلى الترجيح، وإليه ذهب أهل العلم، وإليك ما في «البحر» ج ١ ص ٢٦٥، ٢٦٦ ولفظه: وأول ما يضع: يداه ثم ركبتاه؛ لفعله ÷، ولقوله: «فليضع يديه قبل ركبتيه» عمر والفريقان والثوري وإسحاق وأحمد والنخعي: كان ÷ يقدم ركبتيه، وقال مصعب: أمرنا أن نبدأ بالركبتين ... الخبر.
  قلنا: الأول عن وائل وهو ضعيف، والثاني: يحتمل أن الآمر غيره ÷ وخبرنا أصرح.
  الناصر ورواية عن مالك: يخيّر جمعاً بين الأخبار.
  قلنا: لا تخيير مع الترجيح. اهـ المراد.
  نعم: حديث وائل ضعيف لأن في إسناده شريكاً، قال الدارقطني في «سننه» ج ١ ص ٣٤٥: حديث وائل بن حجر تفرد به يزيد عن شريك، ولم يحدث به عن عاصم بن كليب غير شريك، وشريك ليس بالقوي فيما يتفرد به. اهـ المراد.
  وقد ضعّف أهل البيت $ وائل بن حجر؛ لمفارقته علياً # وانضمامه إلى الفئة الباغية، ولأنه كان أحد الشهود على الصحابي الجليل حجر بن عدي ¥.