الجني الداني في مناقشة الشوكاني،

أحمد بن لطف الديلمي (معاصر)

(ما هو علم الكلام الذي تحامل عليه الملقب بشيخ الإسلام)

صفحة 152 - الجزء 1

  وإليك ما قاله صاحب الحاشية على «شرح الأزهار» في الجزء الرابع ص ٨٠، الحاشية رقم (١) ولفظها: -

  واعلم أنه لم ينقل عن أحد من أهل البيت $ ولا من المعتزلة خلاف في كفرهم - يعني المشبهة -.

  وأما المجبرة فقال جمهور المعتزلة (البصريون والبغداديون) وأكثر أهل البيت $: إنهم كفار، وروي عن الإمامين يحيى والمؤيد بالله أنهم⁣(⁣١) ليسوا بكفار. اهـ المراد.

  فلا تسمع - أخي القارئ - للزامل!

  ثم قال الشوكاني: «وما أراك - إن أنصفت - تجد من ذلك شيئاً بل مجرد مراوغة ومجادلة وقواعد وقفت عليها في علم الكلام قد حررها لخذلانك! من لا يعرف من الكتاب والسنة إلا دون مقدار ما تعرف! فإن علماء الكلام قد كانوا على تعاقب عصورهم - إلا النادر - لا يتعبون أنفسهم بتعلم علوم الكتاب والسنة»! اهـ كلامه.

  أقول: تأمل هذه الحملة الشعواء، وقف عندها، حتى يستقر في ضميرك أن الرجل مفلس من مكارم الأخلاق، فقد تحامل على علم التوحيد وحَمَلته، وجَهّلهم وغمط مقامهم وعَمَّى على مَن لا يعلم، ولم يراقب الله سبحانه وتعالى في أعراض الأئمة والعلماء العاملين من آل بيت رسول الله ومن غيرهم ولابد من تفصيل: -

(ما هو علم الكلام الذي تحامل عليه الملقب بشيخ الإسلام)

  اعلم - أوقفكَ الله على مَرَاضيه، وأعاذك من الغرور وأسباب التِّيه -، أنَّ شرفَ كلِّ علمٍ وعلوَّ مكانته بحسب ما يتعلق به ويُبْحَثُ فيه.

  ولما كان علم التوحيد به يُعرف الحق سبحانه ويحملك على النظر والتفكر الذي أوجبه


(١) أي المجبرة.