القراءة
القراءة
  قال الشوكاني: «قوله: ولا يجب قراءة هذا القدر في جميع الركعات ... إلخ، أقول: حديث «لا صلاة إلا بفاتحة الكتاب» ونحوه لا يدل على وجوب القراءة للفاتحة مرة واحدة في جملة الصلاة لكن قد ورد ما يدل على وجوب ذلك في كل ركعة كما في حديث المسيء في بعض الطرق أنه بعد أن أمره بما أمره قال: «ثم كذلك في كل ركعاتك فافعل» وقد حققنا هذا المقام في «شرح المنتقى» بما لا مزيد عليه» اهـ كلامه.
  أقول: حديث المسيء صلاته لا يوجد في أي طريق من طرقه: «ثم كذلك في كل ركعاتك فافعل»، حتى الذين يوجبون القراءة للفاتحة في كل ركعة كالإمام الشافعي | لو كان إلى ذلك سبيل لما تركه البيهقي وهو إمام من أئمة الأثر وهو شافعي، كذلك النووي وصاحب «نصب الراية» وهو يأتي بحديث الطرفين (الحنفية والشافعية).
  فدعوى الشوكاني وجود: (ثم كذلك في كل ركعاتك فافعل) لا أصل لها ولهذا لم يَعْزُها إلى كتاب ولا إلى راوٍ معين.
  ولا يغرنك تهويله بـ «شرح المنتقى» فليس هناك إلا ما قاله الإمام وهو أن القدر الواجب لا يجب تكريره في كل ركعة، وهو المتبادر من قوله: «وافعل ذلك في صلاتك كلها».
  عن أبي هريرة أن رسول الله ÷ رأى رجلاً يصلي في المسجد فلما فرغ الرجل جاء فسلم على رسول الله ÷ فقال: «وعليك السلام ارجع فصل فإنك لم تصل» فرجع فصلى ثم جاء إلى النبي ÷ فقال له مثل ذلك، قال: فرجع فصلى مرتين أو ثلاثاً ثم قال: يا رسول الله والذي بعثك بالحق ما أحسن غير ما ترى فعلِّمْني، فقال له: «إذا قمتَ إلى الصلاة فأسبغِ الوضوءَ ثم استقبل القبلة فكبر، ثم اقرأ ما تيسر لك من القرآن ثم اركع حتى تطمئن راكعاً ثم ارفع حتى تستوي قائماً ثم اسجد حتى تطمئن ساجداً ثم ارفع حتى