الجني الداني في مناقشة الشوكاني،

أحمد بن لطف الديلمي (معاصر)

وجوب مسح جميع الأذنين

صفحة 72 - الجزء 1

  لا معنى لأي مزيد سِوى التوكيد ولا ينجر معه معنى آخر.

  فدعوى الشوكاني لا برهان لها، ولم أقِفْ لقائل يقول: إن (الباء) في {برؤوسكم} للتوكيد لا منفرداً ولا منضماً مع التبعيض.

  ثم قال الشوكاني: «إن التوكيد لازم للحرف الزائد». اهـ كلامه.

  ونحن في حيز المنع سلباً وإيجاباً، فالزيادة غير ملازمة للتوكيد بل تكون بلا توكيد كما في قوله تعالى: {مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ}⁣(⁣١) و {لِئَلاّ يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ}⁣(⁣٢)، ولا يكون التوكيد ملازماً لها فقد يأتي التوكيد مع غيرها كأحد حروف التوكيد.

وجوب مسح جميع الأذنين

  قال الشوكاني: «قوله: وقال: الأذنان من الرأس⁣(⁣٣) يعني في وجوب المسح، لأنه قد علم كونهما من الرأس، أقول: الأحاديث قاضية بأن الأذنين من الرأس وأنهما يمسحان معه بمائه مرة واحدة ولا يثلث مسحهما هذا هو الذي تدل عليه الأدلة في مسح الأذنين». ا هـ كلامه.

  أقول: قوله: بمائه هو المذهب لأن الأذنين من الرأس فيمسحان معه بمائه.

  ثم قال: «فلو وقعت منه ÷ الملازمة لمسح الأذنين ولم يَدعمها قط كان مسحهما واجباً» ا هـ كلامه.

  أقول: نعم قد ذكرت الملازمة في أحاديث صحيحة، وعدم ذكرها في بعض الأحاديث


(١) سورة الأعراف الآية ١٢.

(٢) سورة الحديد الآية ٢٩.

(٣) سنن أبي داود، سنن الترمذي، سنن ابن ماجة، مسند أحمد، مصنف ابن أبي شيبة، السنن الكبرى للبيهقي، مصنف عبد الرزاق، المعجم الكبير للطبراني، المعجم الأوسط، سنن الدارقطني، جامع الأصول من أحاديث الرسول، الأحاديث المختارة للضياء المقدسي، السلسلة الصحيحة، إرواء الغليل، عون المعبود، تحفة الأحوذي، حاشية السندي على ابن ماجة، فيض القدير، شرح عمدة الأحكام، مشكاة المصابيح، الجوهر النقي.

قال الألباني في «السلسلة الصحيحة»: حديث صحيح له طرق كثيرة عن جماعة من الصحابة منهم أبو أمامة وأبو هريرة، وابن عمر، وابن عباس، وعائشة، وأبو موسى، وأنس، وسمرة بن جندب، وعبد الله بن زيد اهـ المراد.