تتمة لبحث الذبائح
  وقلت: عَذيري ممن كان في عصره كيف يسمعون هذه النغمات المحمومة، وتظل أفواههم عن ردّ السفه معكومة؟!
  مع أن الساكت عن قول الحق - مع قدرته على النكير - مشارك في الإثم، فإنَّ سُكُوتَ السَّامِعِيَن أخُو الرِّضَا، ولمْ أَجِدْ ما أُطْفِي به أُوَارَ الحشا، ثم قلتُ على حين غضب وانفعال:
  وَجَاهلٍ يَسْبَحُ في غَيِّهِ ... عَهْدِي به قِرْد قطيعُ الذَّنَبْ
  ذَمَّ تُراثَ المصطفى أحمدٍ ... وَحَامِليهِ حِينَ قَلَّ الأدَبْ
  وقال: «هُمْ جُهَّالْ» يَاليتَهُ ... تَذَكَّرَ المقْطَبْ وَحَلْبَ الجَلَبْ
تتمة لبحث الذبائح
  أما بالنسبة للتسمية فهي غير واجبة عند مالك والشافعي، وعندنا وعند أبي حنيفة: واجبة على الذاكر.
  والشرط عندنا إسلام الذابح وفري الأوداج.
  وفي ذبيحة غير المسلم أحلها الأمير الحسين على الإطلاق ولم يفرّق بين حربي ولا ذمي ولا ما ذبح على الأنصاب، ولا المرتد، وكذلك ذبيحة الكافر من العرب بحجة أن العرب أهل كتاب وأقاسهم على اليهود والنصارى وجعل الكل أهل كتاب، وجعل العلة: كون الجميع من المسلمين واليهود والنصارى أهلَ كتاب.
  إلا أنه مجتهد وله رأيُه، إلا أن جعله المسلمين أهل كتاب لم أحفظها عن غيره وهي غير صحيحة؛ لأن هذه الكلمة - أهل الكتاب - تنصرف إلى اليهود والنصارى وصارت كالعَلَم على قوم معيّنين مخصوصين هم بنو إسرائيل، قوم موسى ومن بعده من الرسل إلى بني إسرائيل.