التوجه قبل التكبيرة
التوجه قبل التكبيرة
  قال الشوكاني: «وأما الاستدلال بقوله تعالى: (وكبره تكبيراً) فوَهَمٌ من جهتين الأولى أن الآية واردة بمشروعية هذا الذكر وهو {وَقُلِ الْحَمْدُ للَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا}[الإسراء: ١١١] من غير تقييد بالصلاة والثانية أن الواو لمطلق الجمع من غير ترتيب ولا معية» اهـ كلامه.
  أقول: احتج الشوكاني هنا بأن الواو لمطلق الجمع، وصحيح أن الواو لمطلق الجمع وللتشريك في الحكم: إما تشريك ذاتي في حدث نحو (قام زيد وعمرو) أو حدثين في ذات نحو (قام زيد وقعد)، إلا أن حجته هنا داحضة؛ لأنا وإن سلمنا أن الواو لمطلق الجمع ولا تفيد الترتيب، فإذا كانت لا تقتضي الترتيب لغة فهي لا تقتضي عدم الترتيب؛ لأن عدم المقتضي لا يصح أن يكون مانعاً فقد تكون قرائن على إرادة الترتيب من غير الواو، ألا ترى إلى قوله ÷: «نبدأ بما بدأ الله به» وإنما العطف بين الصفا والمروة بالواو، ثم انتظمهما ضمير المنفي.
  وقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا}[الحج: ٧٧] وجد الترتيب من خارج الواو، فالواو كما قلنا: إذا كانت لا تقتضي ترتيباً فهي لا تصلح أن تكون مانعة منه؛ لأن عدم المقتضي لا يَصِيرُ مانعاً، وقد خفي هذا على الشوكاني فاحتج لغة وأهمل أصولًا.