جواز الجمع بين بنتي الأختين
جواز الجمع بين بنتي الأختين
  قال الشوكاني: «قوله: وروي أن رسول الله ÷ جمع بين بنتي عمتين: أم سلمة، وزينب بنت جحش ... إلخ. أقول: إن أراد المصنف أنهما بنتي(١) (كذا) عمتين للنبي ÷ كما يدل عليه السياق فزينب بنت جحش أمها أميمة بنت عبدالمطلب بن هاشم وهي عمة النبي ÷ وهي برة بنت عبدالمطلب، فلعل هذا منشأ الوهم، وإن أراد المصنف أن القرابة بين المرأتين فما قاله صاحب التخريج من أنه لا قرابة بين أم سلمة وزينب بنت جحش محتاج إلى كشف، وقد صرح في أمالي الإمام أحمد بن عيسى أن أم زينب بنت جحش هي بنت عبدالمطلب، وكذلك أم أم سلمة هي بنت عبدالمطلب فهما على هذا بنتا عمتي النبي ÷، ولعل المصنف نقل ما قال هاهنا من هنالك، فينظر في صحته» اهـ كلامه.
  أقول: الذي في (أمالي الإمام أحمد بن عيسى |) ج ٢ ص ٤٩ ما لفظه: وقد تزوج النبي ÷ أم سلمة وأمُّهَا بنت عبدالمطلب، وتزوج زينب بنت جحش وأمها بنت عبدالمطلب. اهـ المراد.
  وقد سَرَدَ في (سيرة ابن هشام)، أسماء بنات عبد المطلب ولم يذكر من أنجبن، وإنما عَدَّدهن وذكر رثاهن لأبيهن عبدالمطلب.
  وفي (مقدمة البحر) ص ٢٠١ تعرض لذكر من أنجبن فقال: وبَرَّةُ وهي ولدتْ أبا أسد بن عبد الأسد من بني مخزوم، واسمه عبدالله، وهو زوج أم سلمة قبل النبي ÷.اهـ المراد.
  يعني أن برة أم زوج أبي سلمة، كما قال الفقيه، والظاهر أنه عن (البحر) نَقَلَ، أما زينب فلا إشكال أن أمها أميمة بنت عبدالمطلب.
(١) قال شيخنا: الصواب: بنتا عمتين. اهـ.