نسخ المسح على الخفين
  أما الإمام فلا تناقض في كلامه، ولا تحامل منه على مخالفيه، ولا تضليل ولا تجهيل، ولا أدنى تعصب، فقد طهر الله ألسنتهم عن النيل من أعراض العلماء والتجريح، وفتحوا للمطالع باب الاختيار، فلله درّ التقوى ما أقوم صفاتها!
نسخ المسح على الخفين
  قال الإمام الحسين #: (اختلف العلماء في المسح على الخفين فذهب علماء أهل البيت $ إلى أنه كان مشروعاً ثم نسخ، والأصل في ذلك ما روى عن علي # ...) ا هـ كلام الإمام.
  قال الشوكاني: «قوله: اختلف العلماء في المسح على الخفين ... الخ أقول: هذه المسألة طويلة الذيول كثيرة الحجج ... إلخ». اهـ كلامه.
  أقول: الواقع أنها ليست كثيرة الحجج من الطرفين، فالقائلون بالمسح عوَّلوا على حديث جرير وهي حجة هشة كما بين صاحب (البحر).
  وعولوا على نقل المسح عن الصحابة، ولم يثبت أنه بعد المائدة، وأما القائلون بالنسخ من العترة المطهرة فقد احتجوا بما صح عن أبيهم علي # في قصة عمار وسعد، وبخبر عائشة: (لأن تُقطع أحبُّ إليَّ من أن تُمسح)، وبخبر علي # وابن عباس (سبق الكتاب الخفين)(١) وبخبر أبي هريرة: (ما أُبالي أمسَحْت على خُفيَّ أم على ظَهر حمار)(٢)، وهنا لابد من معرفة أمرين هما:
  أولاً: أن أحاديث المسح على الخفين مضطربة ومتعارضة.
  ثانياً: أن مدار كثير من أحاديث المسح على الخفين على المغيرة وجرير وهما من الفئة
(١) مصنف ابن أبي شيبة، السنن الكبرى للبيهقي، معرفة السنن والآثار للبيهقي، جامع الأحاديث، الجوهر النقي لابن التركماني، كنز العمال، نصب الراية، تلخيص الحبير، سبل السلام، البحر الزخار، شرح بلوغ المرام.
(٢) مصنف ابن أبي شيبة، الثمرات اليانعة.