الجني الداني في مناقشة الشوكاني،

أحمد بن لطف الديلمي (معاصر)

مجيء (إلا) بمعنى الواو

صفحة 211 - الجزء 1

  ثم قال آخر بحثه المتهالك بيتين من الشعر:

  «تشيعُ الأقوام في عصرنا ... منحصر في بدع تبتدع

  عداوة السنة والثلب للـ ... أسلاف والجمع وترك الجمع»⁣(⁣١)

  ا هـ كلامه.

  أقول: نرد على البيتين بمثلهما وزيادة فنقول شعراً:

  تسنُّنُ القاضي في عصرنا ... محصورة في ذم أهل الورعْ

  جَنَّدَ في تجريحهم وسعه ... يبهتهم عمداً بأخذ البدعْ

  ولو رأى من نفسه ما نَرى ... لكفَّ عن أعراضهم وارتدعْ

  تنقيصُ أهل الفضل مِنْ ناقصٍ ... لا مِن تقيٍّ قد درى واتّبَعْ

مجيء (إلا) بمعنى الواو

  قال الإمام #: (خبر) وروي عن النبي ÷ أنه قال: «لا صلاة بعد الصبح حتى تطلع الشمس ولا بعد العصر حتى تغرب الشمس إلا بمكة إلا بمكة إلا بمكة» دل على جواز الصلاة عموماً في هذين الوقتين في مكة وكراهتها فيما عداها وهذا الخبر مختلف فيه


= جماعة من أصحاب الحديث، واستدلوا بحديث البخاري ومسلم عن ابن عباس، وما ذكره ابن عباس بنفي الحرج ظاهره في مطلق الجمع، وقد جاء مثله عن ابن عباس مرفوعاً، أخرجه الطبراني ولفظه: جمع رسول الله ÷ بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء فقيل له في ذلك؟ فقال: «صنعت لئلا تُحْرَج أمتي».

قال ابن حجر: وإرادة نفي الحرج يقدح في حمله على الجمع الصوري. اهـ، يعني جمع المشاركة؛ لأنه أقوى ما ذكر في تأويل الحديث، لأنه قد ذكر النووي وابن حجر وغيرهما تأويلات ضعفوها كلها وأشفها الحمل على الجمع الصوري وهذا يضعفه.

(١) ولشيخ الإسلام السماوي رداً على شعر الشوكاني ما يلي:

تسنن الأوباش في عصرنا ... منحصر في خمسة من بدع

البغض للآل وثلب الوصي ... والضم والرفع وترك الورع