الجني الداني في مناقشة الشوكاني،

أحمد بن لطف الديلمي (معاصر)

تفسير اليتامى والمساكين وابن السبيل في آية الخمس

صفحة 559 - الجزء 1

تفسير اليتامى والمساكين وابن السبيل في آية الخمس

  قال الإمام: أما الفائدة الأولى فسأل الفقيه محمد بن سليمان الهادي إلى الحق # عن الخُمُس [إذا أراد صاحبه أن يدفعه] إلى من يدفعه؟ قال: إلى الإمام العادل الظاهر الحاكم بكتاب الله وسنة رسوله ÷ فهو أولى به، قال: فإن لم يكن الإمام ظاهراً؟ قال: يفرّقه فيمن جعله الله له، قال محمد: فيمن؟ قال الهادي: في آل الرسول ÷ يتاماهم ومساكينهم وابن سبيلهم، قال محمد: وكيف جعلته في هؤلاء دون غيرهم؟ قال الهادي: لأن الله جعله فيهم وصيّره لهم دون غيرهم ...» إلى آخر كلامه #.

  قال الشوكاني: «قوله: أما الفائدة الأولى ... إلخ، أقول: الذي في كتاب الله ø ذكر اليتامى والمساكين وابن السبيل من غير تقييد بقوم مخصوصين ولا بطن من البطون فالقول بأن المراد اليتامى من بطن مخصوص تقييد لكتاب الله بمحض الرأي ومجرد التشهي وأما قوله: (إنه لا مساغ للاجتهاد فيما قاله زين العابدين) فلو كان الأمر هكذا لوقع التعبد بتفسير جميع الصحابة والتابعين بل ومن بعدهم وذلك باطل إجماعاً وأيضاً يستلزم الباطل وهو القصد بالشيء ونقيضه، وقد قيل في وجه التقييد بأن صرف الخمس إلى من لا حظ له في الصدقات أولى من صرفه إلى من له حظ، وهذا مع كونه مجرد دعوى لا يدل على المطلوب لأن مجرد الأولوية لا يستلزم أن يتعين من هو أولى» اهـ كلامه.

  أقول: هكذا هي نبرته نحو أهل البيت بل نحو سيد من سادتهم مَنْ أجمعت الفرق كلها على ولايته ومحبته والقول بقوله إلا الشوكاني، والبحث [السابق] في حرمان بني هاشم من الزكاة هو قريب منك فارجع إليه لتنظر كيف يعبث بكلمة الإمام، وأن الحق أنه لا يصرف فيهم شيء! وقال: «إن المخالفة مجرد هذيان» اهـ. وهاهنا الإمام ومعه زين العابدين ويحيى بن الحسين $؛ لترى ما حكيناه عنه من أنه خصم لآل بيت رسول الله ÷، نصير لأهل الذمة والفاسق، وليس له علاقة بنصرة الحق، ثم إنه قد أسفّ إسفافاً مشيناً