الجني الداني في مناقشة الشوكاني،

أحمد بن لطف الديلمي (معاصر)

شر صفوف النساء أولها

صفحة 333 - الجزء 1

شر صفوف النساء أولها

  قال الأمير الحسين: (خبر) وروي عن النبي ÷ أنه قال: «خير صفوف النساء آخرها وشرها أولها» فاقتضى ذلك النهي عن كون النساء في الصف الأول؛ لأن ما ثبت أنه شر لا يكون إلا منهياً عنه. اهـ كلام الإمام.

  قال الشوكاني: «قوله: فاقتضى ذلك النهي عن كون النساء في الصف الأول؛ لأن ما ثبت أنه شر لا يكون إلا منهياً عنه ... إلخ، أقول: لا يخفى أن شر وخير أصلهما أشر وأخير، فعلا تفضيل، وأصل فعل التفضيل الدلالة على الزيادة مع الاشتراك في الأصل، فإذا قلت: [زيد أفضل من عمرو] فمعناه أنهما اشتركا في أصل الفضل، وزاد زيد على عمرو بزيادة في الفضل، فمعنى قوله ÷: «خير صفوف النساء المؤخر» الدلالة على الاشتراك في الخيرية مع زيادة المؤخر على المقدم في ذلك الخير، ومعنى قوله ÷: «وشرها أولها» الدلالة على الاشتراك في الشرية مع زيادة الأول على الآخر في ذلك الشر، ومثل هذا لا يقتضي النهي كما زعمه المصنف» اهـ كلامه.

  أقول: مع وضوح المراد، يندفع الإيراد.

  وقد أولج الشوكاني نفسه في نفق مظلم بلا هُدى، واقتحم سبيل الردى، فقد انتقد على العبارة المحمدية التي هي وحي من عند الله، وكأن النبي ÷ لا يَعرف ما تقتضيه عبارة «شر وخير» حتى حكى بأن في الصف الأول من صفوف الرجال شراً، وفي صف النساء الأخير خيراً.

  مع أن مراده ÷ التحذير مما يؤدي إلى كشف العورة أو رؤيتها؛ لأن الرجال كانت أُزُرهم⁣(⁣١) ضيّقة، لضيق ذات اليد، فربما ظهرت عورة أحدهم وهو ساجد.


(١) جمع إزار.