الفعل الكثير يفسد الصلاة
الفعل الكثير يفسد الصلاة
  قال الشوكاني: «قوله: وأجمعت الأمة على أن الفعل الكثير يفسد الصلاة ... إلخ، أقول: هذه المسألة من الإشكال بمكان؛ لأن الإجماع على كونه يقتضي الفساد لا يكون حجة إلا بعد معرفة الكثير ما هو؟ فلا فعل من الأفعال إلا وهو كثير بالنسبة إلى ما دونه، قليل بالنسبة إلى ما فوقه، كائناً ما كان، فمن ذهب إلى أن الكثير هو ما وقع الإجماع على أنه كثير فلا يحكم على فعل من الأفعال بالفساد إلا بعد حكمه على أنه وقع الإجماع على كونه كثيراً فقد ترتب الإجماع الكائن على الفساد على الإجماع الكائن على الكثرة، وهذا أعز من الكبريت الأحمر» اهـ كلامه.
  أقول: لا يخفاك أن قوله: «فمن ذهب إلى أن الكثير هو ما وقع الإجماع عليه بأنه كثير» اهـ. تمهيد للمغالطة المتعمدة، وإلا فلم يذهب أحد إلى هذا، ولم ينقل إجماع في هذا قط.
  وخلاصة هذه المغالطة: أنه لم ينقل إجماع بتعيين الكثير، فلا تبطل صلاةٌ بأي فعل كان؛ لعدم الإجماع على كونه كثيراً!
  وفيه فتحُ بابٍ لمن لا خشوع لهم أن يفعلوا في صلاتهم ما يريدون من الحركات المتتابعة ونظر الساعة والحكة والالتفات ... إلخ.
  حتى إنك ترى بعضهم قبل الصلاة هادئاً، فإذا دخل الصلاة جاءه الشيطان ومعه رخصة الشوكاني، فإذا هو في حركات والتفات من أول الركعة إلى آخرها، ولم يُقِم لقوله تعالى: {الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاَتِهِمْ خَاشِعُون}[المؤمنون: ٢] أي اعتبار، كما هو المشاهَد في كثير من أتباع الشوكاني ومن يصلي خلف الوهابيين.
  نعم: في تحديد الفعل الكثير أقوال كثيرة حكاها في «البحر»، ولماذا نذهب بعيداً ومعنا هدي من رسول الله ÷؟!