من أم قوما وهم له كارهون
  في الفعل»! اهـ.
  وما توسط بين استهلال الشوكاني وما ختم به كلامه هو رمي لكثير من أعلام وفضلاء أهل زمانه الذين كانوا لا يرونه أهلاً للتقدم، لا لغرض دنيوي ولا لخصومة حادثة، وإنما كما قال الشوكاني: «لخصومة مذهب» فهم يرون فيه الشخص القالي مَن وجبت محبتهم، المتحامل على أئمة الهدى، المجند نفسه للإطاحة بمذهبهم، الداعم لمذهب الوهابية قبل وجودها في اليمن فهو مَنْ غَرس وسقى، فتراه يرمي أئمة أهل البيت بجهل علم الأصول والحديث وعدم أهليتهم للاستنباط، ومحاولة إخضاع الحديث النبوي لما وجدوا عليه آباءهم والتحايل لطمس السنة وإقامة البدعة! ويدعي أنه المجلِّي في كل فن، وأنه هو الواقف على نهج الهدى! ويقول: «قد قدمنا، قد بيَّنا لك» وكأنه باب مدينة العلم!
  وإذا جاء قول أو أثر لعلي # قال: «قول صحابي لا حجة فيه»!
  يا للعجب ما يصنع الغرور بأهله، ومتى تنجلي عن المغرور غمرته!
  فهو بكلامه هذا الذي سوّدته يرمي به في نحر الزيدية الموجودين في أيامه لما يَعرف من منزلته عندهم، وحينما توفي شيخ الإسلام السحولي وترشح الشوكاني لمنصبه وللحكم والفتوى لم يوقع علماء الزيدية ولا عامتهم على اختياره ولا رضوا به، وفرح به أتباعه من المستظلين بظله، والمصلين خلفه في مسجد الزمر حالياً وهو المسجد الذي بناه أحد ولاة الأتراك المسمى أزدمر.
  وانتهى الأمر بتوليته وأخذه الختم والبيعة وأطلّت أمه من النافذة وهي تقول: «نصرك الله يا مُحمَّد» وهو اسمه الأول(١).
  وبحث الأمير الحسين في الموضوع سديد ومقنع لأهل الإنصاف ولكل حريص على صلاته.
  والله الموفق.
(١) هذه القصة يرويها شيخنا عن شيخه مفتي الجمهورية ومؤرخ اليمن أحمد محمد زبارة، |.