إسلام أبي طالب
إسلام أبي طالب
  قال الإمام: (خبر) وروي أن النبي ÷ أمر علياً # أن يغسل أباه - أبا طالب -. اهـ كلام الإمام.
  قال الشوكاني: «ولكن الشأن في موته على الإسلام والأدلة كتاباً وسنة غير خافية على المنصف وعلم الحقائق عند الله، وقد ذكر أئمة التفسير سبب نزول قوله تعالى: {إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ}[القصص: ٥٦] وأخرج أبو داود والنسائي عن علي ¥ أنه قال: «لما مات أبو طالب أتيت النبي ÷ فقلتُ: إن عمك الشيخ الضال قد مات، فقال: اذهب فوار أباك ثم لا تُحْدِثَنَّ شيئاً حتى تأتيني فواريته فجئت فأمرني فاغتسلت فدعا لي» اهـ كلامه.
  أقول: لا يخفاك أن الإنسان لضعفه غالباً، وغلبة الهوى على نفسه، إذا عرض له شيء وهو في مقام شاهد أو حاكم خرج عن ميزان الاعتدال ونحا به ذلك الهوى منحا معاكساً، ولعل في قوله ÷: «لا يقضي القاضي وهو غضبان» حكماً بعدم صحة قضائه، وإشارة إلى العلة المانعة من صحة الحكم؛ لأن الغضب يفقده صوابه، حاشا من لا ينطق عن الهوى، وإذا ما نظرت إلى العلة وهي الغضب، وأنها مانعة من الحكم؛ لأن الغضب يحمله أن يكون قاسطاً في الحكم لا مقسطاً، فلا يجوز قصر مانعية الحكم على الغضب؛ لأنه قد عرف السبب وهو أن الغضب حال دون العدل.
  ألا ترى أن حب الدنيا حمل أكثر الناس على عبادتها، وعلل الحق سبحانه وتعالى كفر أكثر الكافرين بحب الدنيا وإيثارها، لو لم يكن إلا قوله تعالى: {وَلَوْلاَ أَن يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِّن فَضَّةٍ} الآية [الزُّخرُف: ٣٣].
  فذلك البغض؛ لأن سلطانه كسلطان الحب، فما نعنيه من قول الحق بل ومن قبوله أمر ظاهر، وأحياناً يكون الحب والبغض في قصة واحدة، فيكون بغض الحق معانفاً، وحب