حكم الصلاة على الميت الفاسق
  {رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيم}[غافر: ٧]، ألا يستحي مَن يقول بمثل قول الشوكاني، مَن يُعارضه صريح نصوص القرآن؟!
  فالعدلية - رحمهم الله - وقفوا موقف الملائكة؛ لأنهم أعلم بما يرضي الله، وكما قال تعالى: {وَلاَ يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنِ ارْتَضَى وَهُم مِّنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُون}[الأنبياء: ٢٨].
  واعتذاره عن ترك رسول الله ÷ الصلاة على من قتل نفسه ردٌّ عليه وصاعاً من تفنيد؛ لأنه قال: «لم يصل عليه إلا لأنه من أهل النار».
  ماذا عليك لو قلت: «لأنه فاسق»؟!
  ثم ما الحكم فيمن قتل مؤمناً متعمداً، ومَن غلّ؟! وقد امتنع ÷ عن الصلاة على من غل، وما الحكم فيمن سبّ رسول الله وحارب المهاجرين والأنصار وقَتَلَهم، ووالى أولياء اليهود والنصارى، ومَن أكل مال اليتيم، وكتم من آيات الله عمداً، وفر من الزحف، وخان المسلمين خدمة للكفر؟! لا قوة إلا بالله!
  ثم اعتذاره عن امتناع رسول الله عن الصلاة على مَن عليه دين لم يَرْصُدْ له قضاءً، قال: «إنه نُسِخَ» اهـ. وهي فرية ما فيها مرية، فقد كان الأمر في صدر الإسلام: لا يصلي رسول الله ÷ على ميت حتى يَسأل: أعليه دين أم لا؟ فإن قيل: (لا) صَلَّى عليه، وإن قيل: (عليه دين) امتنع، وتحمل في قضية دينه علي #، وفي أخرى أبو قتادة، وبعد تحملهما صلى عليه، وحين حج رسول الله قال: «من ترك مالاً فلأهله ومن ترك دَيْناً فعلي».
  فالحكم لم ينسخ إن كان ديناً ولم يتحمله أحد ولا معه ما يقضي به فلنا الحق في الامتناع عن الصلاة عليه.
  فدعوى النسخ فسخ.
  ثم لا يخفاك أن الشفاعة والاستغفار تدل على المودة، وموادّة مَن حادّ الله وعصاه وتمرد